أعيدوا للدارالبيضاء ساحلها المغتصب!

أعيدوا للدارالبيضاء ساحلها المغتصب! عبد الرحيم أريري
ليست الدارالبيضاء أو سكانها من يدير الظهر للبحر، بل المسيرون والمخططون بالدارالبيضاء هم من "يعطونا ظهورهم" للبحر. لسبب بسيط يتجلى في أن هؤلاء المتحكمين في البلاد والعباد، يقضون عطلهم في الكوستا ديل سول بإسبانيا، أو بجزر الكناري، أو في promenade des anglais في نيس جنوب فرنسا، أو في كوباكابانا بريو دي جانيرو بالبرازيل، وبالتالي ليسوا مهووسين بتأهيل ساحل الدار البيضاء ومصالحتها مع البحر.
 
الدليل أن ملك البلاد خص الدار البيضاء بخطاب بالبرلمان عام 2013، وبناء على ذلك الخطاب، تمت برمجة 140 مليار سنتيم لمحاربة تلوث الساحل الشرقي من روش نوار  إلى شاطئ زناتة، وترأس الملك حفل التوقيع على مخطط تأهيل ساحل الدارالبيضاء الكبرى من المحمدية إلى دار بوعزة ورصدت 70 مليار سنتيم لإعداد كورنيش يليق بالمدينة وبسكانها وبزوارها. 

لكن للأسف لم ينجز إلا مقطع كورنيش مسجد الحسن الثاني والمقطع المشوه بعين الذياب بـ 20 مليار سنتيم.
بالمقابل تم إقبار مشروع الترامواي الساحلي لتسهيل تنقلات البيضاويين على طول الواجهة الأطلسية من شاطئ زناتة إلى شاطئ طماريس مرورا بالنحلة وشاطئ عين الذياب وموروكو مول، علما أنه مشروع لن يكلف الدولة سوى مبلغا قدره 3 ملايير درهما، وهو غلاف مقدور عليه لكونه يستهدف 3 ملايين نسمة (أي بالكاد ستنفق الدولة 1000 درهم على كل مواطن في هذا المشروع المهيكل لساحل البيضاء). والأفظع هو إقدام السلطات على الترخيص لشركات لبناء مستودعات ومقرات فوق الملك البحري بساحل عين السبع، على مستوى عكاشة وسيدي عبد الله بلحاج، بشكل حجب رؤية البحر، وموازاة مع ذلك تم بناء جدار العار بمحيط ميناء الدار البيضاء على طول خط السكة الحديدية من شارع مولاي سليمان إلى محطة الميناء، بشكل عزل رسميا السكان عن البحر.
 
وحتى مشروع عمارات المارينا، بدل أن يشيد فوق مكان ثكنة البحرية الملكية (التي لم يتم ترحيلها على غرار القرار الذي استهدف ترحيل عدة ثكنات عسكرية من وسط المدينة نحو الضاحية من قبيل ثكنة العنق واللايا وعين البرجة...)، منحت المارينا في طبق من ذهب لمنعشين خواص ولصندوق السيديجي، بشكل أضر بالساحل وحرم ساكنة البيضاء من الحق في الولوج للبحر.
 
من العار أن يتوفر المغرب على 3500 كلم من السواحل ولا يتوفر على رؤية تعميرية لإحداث ثورة ترفيهية وسياحية واقتصادية بالساحل.
من العار أن تكون الدارالبيضاء هي رافعة المغرب وقلبه النابض وتترك 70 كلم من سواحلها عرضة للنهش على يد المافيا.
 
من العار أن ينتج سكان الدار البيضاء ثلث الناتج الداخلي الخام بالمغرب ولا تجد شغيلتها ومستخدميها وموظفيها فضاء ساحليا للترويح عن النفس.