المهدي المنجرة كما رثاه المثقفون المغاربة

المهدي المنجرة كما رثاه المثقفون المغاربة

شغل رحيل عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة حيزا وافرا في مداولات رواد شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، فإلى جانب تبادل العزاء وتعميم صوره وكلماته ومقتطفات من مداخلاته في المحافل الوطنية والدولية، نشر كتاب ومبدعون مغاربة بعض التعليقات على هامش الحدث، مذكرين بمكانة الرجل وإسهامه في إثراء الفكر الإنساني المعاصر.

الناقدة زهور كرام نشرت على صفحتها يوم رحيل المهدي:"في زمن التباس اللحظة العربية، يرحل المفكر المغربي الكبير المهدي المنجرة، والذي كان يناضل بأفكاره من أجل تعليم منتج، وليس فلكلوريا، وتنمية اقتصادية ترقى بكرامة الإنسان، واستثمار التكنولوجيا لصالح المجتمع". وتضيف: "كان يناضل بفكره وهو الذي خبر المنظمات الدولية، وعرف مواقفها الحقيقية، وانتقدها في كتاباته. كان نموذجا للمثقف العضوي المنخرط في المجتمع بمواقفه وآرائه. لنحول حزننا عليه إلى جعل مساره خيارا لنا جميعا. وجعل مواقفه اللامهادنة سلوكا لنا، وكتاباته صفعة في وجه الخلل الحضاري.. أن نحب مفكرا ونحترمه، يبدأ بالانتماء إلى سلوك مساره. فهل نحن على مستوى حزننا إليه..."

الروائي أحمد الكبيري استعاد في كلمته بالمناسبة تاريخ تعرفه لأول مرة على الفقيد من خلال برنامج تلفزيوني، مذكرا بكتاباته وموافقه، متسائلا على الخصوص: "دائما كنت أتساءل بسذاجة، وأنا أقرأ للمهدي، كيف لا يسمع حكامنا على الأقل في عالمنا العربي، من رجال متبصرين كالمهدي المنجرة وهم للأسف قليلون، والعمل بنصائحهم والسهر على كرامة ورفاهية شعوبهم؟ والذي حصل في عالمنا العربي، من ثورات، كان المهدي تنبأ به في كتبه، وخاصة كتابه "الحرب الحضارية الأولى"، وشرح مبرراته في العديد من الحوارات والمناسبات. وكان من الممكن بقليل من الحكمة والتواضع، تجنبه. وحفظ أرواح ودماء الناس وأعراضهم. لكن أغلبهم كانوا لا يسمعون. فأمثال المهدي لا يموتون، ولا يقمعون ولا يحاصرون، لأن كتبهم ومواقفهم ورسائلهم تكون قد استوطنت قلوب الناس ووجدانهم، وستظل تحلق في سموات الكون بأجنحة الحرية العظيمة إلى الأبد".

الروائي حميد المصباحي كتب من جهته "غرابات مغربية": 1- نكتشف متأخرين دائما حبنا للمثقف، فلا نعلنه إلا بعد موته. 2- لا يصير المثقف حقيقة بكل أسف إلا بعد تمرده على قادة الأحزاب السياسية، لذلك يحاولون تجاهله بالتحول إلى مثقفين، مفكرين مبدعين، و قريبا موسيقيين إن شاء الله. 3- أكثر المتمردين على اليسار، يساريون سابقون، ربما لأنهم خدعوا، أو أدركوا أهمية الثروة، وعدم قابليتها للقسمة اشتراكيا. 4- أحيانا نتمنى ما لا نريد،هربا مما يريد الغير لنا.

واستعاد الشاعر عبد السلام مرون المهدي بنفس شعري ذكر فيه على الخصوص:

ستبْقى حديقَةُ أَفْكارِكَ حُبلى بالمستقْبَلْ..

وضميرُكَ الحَيُّ جذْلانَ

في فجْرِنا..

وصرخاتُكَ بيْنَ أَضْلُعِ إهاناتنا..

وسينْبُتُ البرتقالُ على سريرٍ كَبْواتنا..

لَكَ الطَّراوةُ أَيُّها المهْدي "هناكْ"..

وَاِرْتَعِشْ أيُّها الفارِسْ.. 

فما زالَ ربيعُكَ يَصْدَحُ هُنا..

أما الشاعر عبد الله بن ناجي فكتب:

مهلا أيها الصاحب

قد أخطأت دار العزاء

قل: رحمنا الله.. نحن الموتى

المهدي المنجرة (حي لا يموت)