هكذا انطلقت المسابقة الرسمية لمهرجان سينما المؤلف بالرباط

هكذا انطلقت المسابقة الرسمية لمهرجان سينما المؤلف بالرباط صفاء أحمد آغا وطاقم ومخرج فيلم غيوم داكنة
اشتهرت عاصمة المملكة المغربية الرباط بمهرجان سينما المؤلف، وهو عرس سينمائي على المستوى الدولي يعتبر المخرج في أفلامه هو العنصر الأساسي في صناعة و حبكة الفيلم وفقا لمعياييره ورؤيته الإخراجية حيث يطلق العنان لبنات أفكاره الفنية والثقافية حسب معالجته الإبداعية الوافية سواء على المعدات وحتى التقنيات التي تستخدم في جميع مراحل المنتج الفني قبل خروجه للعلن ؛ لذا تجده هو المخرج وكاتب النص والمتحكم في كل الشخصيات وجميع مراحل العميلة بأكملها
وفي يوم الأول لهذا العرس السينمائي المتفرد إنطلقت مسابقته الرسمية بفلمين مهمين لمخرجين مخضرمين وسط حشود غفيرة من جمهور مهرجان الرباط المخلص الذي كان على الموعد كعادته لتستهل  الحفلة الأولى بفيلم الممثل والمخرج السوري الكبير أيمن زيدان الذي إستطاع من خلال تجربته هذه أن يستعيد مخيلة السوريين، لما عاشوه من ألم ومرارة العيش وويلات الحروب السياسية  التي تحالفت على بلده وكان ضحيتها الشعب السوري  بالدرجة  الأولى حيث طرح  مجموعة من القصاصات المختلفة المتناثرة مثل شتات وطنه ليستعرض بكاميرته أدق تفاصيل الوجع السوري وجروحه الروحية الغائرة المنهكة وصعوبة تقبلها للعيش وسط الخراب العمراني والمعنوي، ولربما أحيانا يكون إصلاح الزمن من خلال الساعة الذي أصر أحد شخصيات العمل على إصلاحها هو في الوقت ذاته دمار للمكان من خلال أهم شخصياته التي رحلت أو هاجرت أوعادت من الموت على أنقاض ماضي أليم ومستقبل ساعة لم تتضح أفقه بعد فإصلاح الزمان ليس بالضرورة هو إصلاح للمكان ولكل زمان دولة ورجال 
الفيلم الثاني كان للمخرح الفلسطيني الكبير  رشيد مشهراوي الذي إشتهر بتصوير أفلامه سواء الروائية الطويلة أو الوثائقية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ليقدم لجمهور مهرجان الرباط آخر إصدار لسينماه الوثائقية الذي إعتكف عليها ليخرجها للنور في فترة الكورونا .  
حيث حاول من خلال هذا الطبق الوثائقي  تقديم وجبة متكاملة تحاكي صورها المتلقي بكل مصداقية لتبن تاريخ مدينة يافا الساحلية التي كان أغلب قوت سكانها من بحرها منهم عائلة مخرج العمل الذي إستعرض حياة أبيه وجده  في فترة ما قبل 1948 وكيف تحول المكان بعد الزمان بصوت أدبب يافا الراحل طاهر القليوبي، وغصات حلقه المتكررة  لمجرد إستعادة لذاكرة الألم ووجع الفراق لمكان كان أغلب مهجريه يقولون لبعضهم إشبعوا من رائحة المكان لأننا لاتعرف ماذا  سيفعل به  وبنا الزمان.
الغريب هو ما يجمع بين الفيلمن أو البلدين الشقيقين ألا وهو بإختصار وجع المكان والزمان مع إختلافهما....