لا احد ينكر أهمية الأنشطة المدرسية بٱعتبارها أدوات تساهم في تكوين شخصية التلميذ وبلورتها وصياغتها وانتاج فرد سوي وبتكوين سليم بفكر واع وعقل مستنير ومتفتح.
ان الأنشطة المدرسية تساهم في اخراج مكنون الشخصية و توجه التلاميذ للميول التي يحبونها ويبدعون فيها. ولها كذلك أهمية في استغلال طاقات التلاميذ واخراج كل ما هو مفيد. لكن مع الاسف تراجعت مكانة الأنشطة المدرسية كالموسيقى والرسم والمسرح والقراءة..خاصة بعد انتشار وباء كورونا وبسبب كثافة الدروس وجداول حصص التلاميذ.
ان الأنشطة المدرسية ضرورية في المنهاج الدراسي, لكونها تجعل التلميذ من متلقي الى مشارك ومنخرط بمواهبه وابداعاته وتجعل له منفذ ومتنفس في الدراسة و تعتبر كذلك تشجيعا له لاخراج حلقاته. وتعتبر المدرسة الفضاء الأرحب لممارسة الأنشطة المدرسية.فهي مؤسسة اجتماعية تلي الأسرة مباشرة في أهميتها وتأثيرها على الصحة النفسية. والمدرسة هي الوسط الذي ينمو فيه التلاميذ خارج الأسرة. فما أحوجنا الى إعادة الاعتبار للأنشطة المدرسية وتعظيم أهميتها لدى التلاميذ حتى تساعدهم على تحقيق هويتهم وبناء شخصيتهم.
على أن نجاح تنظيم الأنشطة المدرسية يتطلب توفير ميزانية محترمة ومشرفين متمرسين أكفاء حتى نضع هذه الأنشطة في الطريق الصحيح. وعلى ذلك، فقد تم تغييب الأنشطة المدرسية وتأجيلها. فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة والتي لا تترك وقتا للأستاذ الذي لا يشغله سوى هاجس انهاء المقرر الدراسي . وفي بعض المدارس يأخذ النشاط المدرسي شكلا ظرفيا ومناسباتيا .
ان الأنشطة المدرسية أصبحت ضرورية في الحياة المدرسية، لها أثر إيجابي على التحصيل الدراسي وتميز التلاميذ الذين يشاركون فيها اضافة إلى تمتعهم بالتفاعل الاجتماعي والمثابرة . ومن إيجابيات الأنشطة المدرسية، كونها تحقق الأهداف التربوية داخل المدرسة وتحقق الاستقرار النفسي اضافة إلى كونها تساهم في حل مشكلات التلاميذ النفسية والاجتماعية . ولكي تحقق الأنشطة المدرسية لا بد من مضاعفة جهود كل مكونات الحياة المدرسية بمن قيعا جمعيات الٱباء و منظمات المجتمع المدني وتهيئة البيئة المناسبة بمشاركة التلاميذ.. .الا ان عديدة من المؤسسات التعليمية لا زالت غير مهتمة بالأنشطة المدرسية وتولي اهتمامها المناهج الدراسية والحشو بعيدا عن الهوايات واكتشاف مدارك التلاميذ الإبداعية. ان الأنشطة المدرسية في الواقع مواد مصاحبة للتعليم داخل النشاط الصفي وتهدف الى اشباع ميول التلاميذ والإستجابة لقدراتهم. وبنظرة سريعة على واقع الأنشطة المدرسية ، نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط المدرسي والمواد المقررة، حيث يتم وضع النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية.
وصفوة القول، فالأنشطة المدرسية تساعد على خلق التوازن بين المدرسة ووقت فراغ التلاميذ. وهو التوازن الذي يمكن أن يساعد في التقليل من التوتر لدى التلاميذ في جميع جوانب حياتهم. كما ان الأنشطة المدرسية تساهم دون شك في كسر روتينية الفصل الدراسي وخلق متعة التحصيل لدى التلميذات والتلاميذ.
خليل البخاري، باحث تربوي