السيجارة الإلكترونية تكتسح السوق المغربية

السيجارة الإلكترونية تكتسح السوق المغربية

تعرف تجارة السجائر الإلكترونية انتعاشا كبيرا في مختلف المدن المغربية، إذ تشير بعض الإحصاءات غير الرسمية أن الإقبال على السيجارة الإلكترونية يقدر بعشرات الآلاف. سعيد (مواطن) واحد من المغاربة الذي استهوته السيجارة الالكترونية وجعلته يتخلى عن علبة "ماربورو" ويعوضها بالسيجارة الالكترونية. وفي حديثه لـ "أنفاس بريس"، قال سعيد إنه قرأ الكثير عن السيجارة الإلكترونية، وإن ما كتب حولها شجعه على استعمالها كوسيلة للتخلص من آفة التدخين. وعند سؤاله عن موقف الطب من هذه السيجارة، أكد سعيد أنه "استشار" مع طبيب مختص، و"شجعه "على استعمال السيجارة الإلكترونية كبداية للتوقف عن التدخين.

قد يبدو رأي طبيب سعيد غريبا، خصوصا وأنه لحد الساعة لم يثبت علميا خلو منتوج السيجارة الإلكترونية من أية أضرار على الصحة، وهو الأمر الذي أكده أطباء وزارة الصحة. ففي شهر أبريل 2014 أصدرت وزارة الصحة المغربية بلاغا شديد اللهجة تستغرب فيه ترويج إعلانات تجارية لمنتوج السيجارة الإلكترونية، لاسيما أن هذه الإعلانات تستهدف بصفة خاصة الشباب والنساء مما يُعَرِّضُهم، بلا شك، للمخاطر الصحية الوخيمة، كالسرطان وأمراض القلب والشرايين. واعتبرت الوزارة أنه، إلى حدود اليوم، لم تَعْتَبِر منظمة الصحة العالمية السيجارة الإلكترونية بديلا مساعدا للإقلاع عن التدخين، ولا تتوفر على معطيات علمية تثبت سلامة أو نجاعة هذا المنتوج. وشدد بلاغ الوزارة "إن  السيجارة الإلكترونية تحتوي على كميات من النيكوتين، مما قد يجعلها سببا في الإدمان على التدخين، وإنه من  الممكن أن يكون استهلاك السيجارة الإلكترونية مَدْخَلا سهلا للتدخين، خاصة عند الشباب والنساء". 

الإقبال الكبير على السيجارة الإلكترونية في المغرب جعل عددا من الباحثين يدقون ناقوس الخطر، بل منهم من اعتبرها وسيلة مباشرة للإدمان عن التدخين استعملتها شركات التبغ العالمية لتوسيع قاعدة مستهلكي السجائر ووسيلة لمواجهة الحروب التي يشنها مناهضو التدخين على منتوجات هذه الشركات. بالمقابل يرى المدافعون على السيجارة الإلكترونية أنه "لا يمكن لأي تقرير علمي أن يثبت أن ضرر السجائر الإلكترونية يمكن أن يصل إلى واحد في المائة من ضرر السجائر، كما أن السجائر الإلكترونية تقدم مستويات متباينة من النيكوتين تصل الى الصفر".

يوسف خطيب