المسرحي برشيد يُطلق النار على وزير الثقافة

المسرحي برشيد يُطلق النار على وزير الثقافة

وَجَّهَ المؤلف المسرحي رائد الاحتفالية بالمغرب "عبد الكريم برشيد"، من العاصمة العلمية للمملكة المغربية "فاس" بتاريخ 8 يونيو 2014، نداء إلى المسرحيين المنبوذين حسب تعبيره، وعنونه بـ "برشيد عبد الكريم بين التكريم والتجريم" وتضمَّن النداء لهجة عنيفة، كلها انتقاد ولوم وسخرية على وزارة الثقافة ووزيرها "محمد الصبيحي"، المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية.

 

رشيد صفـر

 

أوضح برشيد في نداءه المذكور أنه تردد كثيرا قبل إخراج غضبه إلى العلن، و"الذي كان موجودا منذ تأسيس هذه الحكومة الجديدة"، وأضاف أنه كان يعرف أن الذين تربوا تربية "ستالينية" لن يسمحوا له وزملاءه في الميدان الفني بالحق في الاختلاف، و"أنهم سيعتبرون الحرية الفكرية ترفا بورجوازيا"، ولكن يفيد برشيد في نداءه أنه مع ذلك غالط نفسه، وانتظر أن تتحقق المعجزة، آملا أن يهذي الله "إخواننا الرفاق" حسب قوله، وأن "يترفقوا بنا وبالثقافة المغربية"، وأن "يستحيوا مما يفعلون"، و"أن يكون لهم شيء من النخوة المغربية"، و"أن يعرفوا بأن هذا البلد ليس ( فيرمة ) خاصة"، و"ليس إقطاعية مسيَّجَة، وليس ملكية باسم التقدم والاشتراكية، وأنه أكبر من أن يكون أكبر من أي حزب كبير". ليتضح أن برشيد يقصد بكلامه وزير الثقافة المحسوب على حزب التقدم والاشتراكية المنتمي لحكومة بنكيران.

ويخاطب برشيد في نداءه "المسرحيين المبعدين" حسب تعبيره، واصفا إياهم بالمبدعين المنفيين، داخل الوطن وخارجه، والمثقفين المنبوذين، والفنانين المقصيين، وبالصادقين الأيتام في مأدبة اللئام"، ليؤكد لهم أن صمتهم لن يفيدهم في شيء، مضيفا أنه (صمتهم) لن يُفيد الحركة المسرحية المغربية حاليا، إذ أورد في النداء أنها (الحركة المسرحية) أصبحت اليوم في كف عفريت، وينتقل "برشيد" بعد هذه العبارات المشحونة، إلى دعوة زملائه في الميدان الثقافي إلى مقاطعة وزارة وصفها بأنها ليست وزارتهم، داعيا إلى إعلان ما أسماه بـ وجهها (العصيان الثقافي) في وجه وزير الثقافة، وفي قراءة للسبب في المجد الثقافي لسنوات السبعينات حث برشيد في نداءه على تذكر أن مجد المسرح المغربي في السبعينات، وأن مجد الأغنية الغيوانية الشعبية أيضا، ومجد الأندية السينمائية كذلك، مبرزا أنه مجد لم يصنعه وزير أو وزارة، ولكن صنعته حسب تعبيره الإرادات الحرة والمستقلة، وأسسته العبقرية المغربية المبدعة، وطلب عبد الكريم برشيد من المستهدفين بنداءه أن يدعوا الوزير وحزبه ورهطه يصنعون مسرحهم الرسمي والمخزني، مخاطبا إياه بصيغة الاستقطاب (تعالوا لنواصل تأسيس المسرح المغربي الحقيقي، وضعوا في أذهانكم أنه لا وجود في هذا المغرب الجديد لأي شيء يمكن أن يسمى وزارة الثقافة، وما هو موجود هو مجرد ملحقة تابعة لحزب سياسي، وذلك في هذا المغرب الغريب، والذي أصبح يقترب من أن يكون لكل عشيرة فيه حزبها الخاص، وغدا سيحاسب التاريخ هذا الوزير، وسيسأل كل المسئولين على جرائمهم التي اقترفوا ضد الثقافة المغربية والعربية والإنسانية).