خالد بادو: من أهم برامجنا خلق وتطوير "ماركة المغرب"

خالد بادو: من أهم برامجنا خلق وتطوير "ماركة المغرب"

يؤكد خالد بادو، رئيس الجمعية المغربية للتسويق والاتصال أن التواصل المستمر مع الإعلام له من الأهمية ما يكفي ليكون له دور محوري في التعريف بالمقاولة والأشخاص الذين يحملون هذا المشروع ويساهمون في إنجاحه. مضيفا بأن التسويق هو اليوم تخصص مستقل يمكن أن يعطي قيمة مضافة للشركة أيا كان حجمها...

 

حاوره: عبد الله أريري

 

+ هل تتفق مع الطرح الذي يقول إن المقاولة المغربية تتواصل قليلا مع وسائل الإعلام؟ أم أن التي تكون مدرجة بالبورصة هي المواظبة على الاتصال مع وسائل الإعلام؟

- من دون شك التواصل المستمر مع الإعلام له من الأهمية ما يكفي ليكون له دور محوري في التعريف بالمقاولة والأشخاص الذين يحملون هذا المشروع ويساهمون في إنجاحه. وهو أيضا رافد من روافد تكوين الثقة بين المقاولة والرأي العام، من خلال وسائل الإعلام.ة بين المقاولة والرأي العام، من خلال وسائل الإعلام. بالفعل نلاحظ أن بعض المقاولات تُفضل الاشتغال في الظل عوض الانفتاح على الإعلام، وهذا قد تكون له مبررات مقبولة من قبيل الحفاظ على الأسرار المهنية أو لعدم وجود مستجدات على الدوام إلخ.. لكن الأكيد هو أن التواصل في جميع أشكاله، سواء أكان إشهاريا أو تحريريا أو في إطار العلاقات العامة، لا يمكن إلا أن يعطي قيمة مضافة لصورة الشركة، خصوصا إذا تم ذلك بتأطير من خبراء في التواصل لإعطاء المهنية اللازمة والابتعاد عن الهواية التي قد تعطي نتائج عكسية.

+ هل تعتقد أن المقاولة المغربية بدأت تعي أهمية أن تضع استراتيجية خاصة بالاتصال والتسويق؟

- كما تعلم، يتكون النسيج الاقتصادي الوطني بالمغرب من أكثر من 90 في المائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفي بيئة مماثلة، يكون التسويق في أغلب الأحيان جزءا من صلاحيات الإدارة التنفيذية أو إدارة المبيعات. مع العلم أن التسويق هو اليوم تخصص مستقل يمكن أن يعطي قيمة مضافة للشركة أيّا كان حجمها. اليوم، هناك وعي أكبر بأهمية مهن التسويق والتواصل باعتبارهما مرحلة وسيطة بين الإنتاج وبيع المنتج أو الخدمة للزبون. واليوم بإمكان المقاولات المغربية استقطاب متخصصين في مجال التسويق، أو الاستعانة بمستشارين من خارج المقاولة في إطار مهمة محددة. إن ارتفاع المنافسة المحلية والدولية، وظهور وسائل الإعلام الرقمية، وتوفر دفعات جديدة من خريجي المؤسسات العليا المؤهلين تأهيلا عاليا... كلها عوامل ساهمت وما زالت في تشجيع المقاولات المغربية على الانفتاح على مهن التسويق والاتصال.

+ ما هي الرهانات والعراقيل التي تعيق تطور الاتصال والتسويق لدى المقاولات المغربية علما أن المقاولات الكبرى هي التي تكون غالبا منظمة في هذا الجانب؟ وماذا عن المقاولات الصغرى والمتوسطة؟

- بخصوص الإكراهات، يمكنني القول إنه يوجد إشكال عام بخصوص مصالح التسويق والاتصال بالشركات سواء أكانت وطنية أو دولية. فهذه المصالح تتطلب عادة ميزانيات مهمة لتتمكن من إنجاز مهمتها على أكمل وجه. لكن الإشكال يقع في حالة عدم تطابق النتائج مع التوقعات، فتكون ميزانية التسويق والاتصال أول ما يتم اقتطاعه، وذلك للحفاظ على التوازنات الكبرى للمقاولة. ورغم أن هذا الحل يُمَكن من حل المشكل آنيا، إلا أنه يُفقد للمنتوج أو المقاولة استراتيجية النمو المتصاعد على المستويين المتوسط والبعيد. وقد شهدنا في أوج الأزمة الاقتصادية انخفاضا حادا في ميزانيات الشركات، وانعكس ذلك على سوق الإشهار، حيث أغلقت العديد من وسائل الإعلام أبوابها في المغرب وفي دول عديدة. بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، فمن الواجب عليها وضع وتطبيق استراتيجات تسويق منتوجها أو خدمتها لكي تضمن تنافسيتها وحضورها الوازن في السوق، لكن أهم حاجز يكون عادة مرتبطا بالتمويل. هناك برامج مواكبة تقوم بها وكالات عمومية في هذا الإطار لكنها لا تغطي النسيج الاقتصادي كاملا، لذا يجب وضع ميكانيزمات أكثر فعالية وكذا إشراك المجتمع المدني في هذه المبادرات.

+ بالرغم من حداثة نشأتها (نونبر 2013) هناك برامج طموحة للجمعية المغربية للتسويق والاتصال؟ ما الأسباب التي دفعت لخلق هذه الجمعية؟ وما هي برامج أعمال الجمعية؟

- تهدف الجمعية إلى خلق فضاء مخصص لمهنيي التسويق والاتصال، يمكن أن تلتقي به هذه الكفاءات كمهنيين وليس كممثلين مؤسساتيين لمعلنين أو لوكالات إشهارية. الهدف الأساسي يبقى خلق قيمة مضافة للشركات الكبرى والمقاولات المتوسطة والصغيرة، ولكي يكون للجمعية تأثير كبير في سوق التسويق والاتصال، من خلال دراسات موضوعاتية ونقاشات متميزة حول هذه المهن لتطويرها. من الناحية الاستراتيجية نُركز أولا على التموقع كشريك متميز في مجال التسويق والاتصال، بالاعتماد على الموارد البشرية الكفئة في هذه المجالات، ذلك من خلال تنظيم ندوات ودورات تدريبية، وتقديم الاستشارات، وتطوير شبكات اللقاء والتبادل، وإصدار منشورات متخصصة الخ. وذلك لنخلق الفضاء المناسب للمهنيين لإعطاء قيمة مضافة للمهنة. وفي هذا الإطار أطلقنا برنامجين طموحين: الأول يواكب من خلاله أعضاؤنا مجموعة من المقاولين الشباب في وضع تصور هيكلي لاستراتيجية التواصل والتسويق الخاصة بمقاولاتهم. والثاني يهدف إلى خلق وتطوير "ماركة المغرب"، وهذا من أهم البرامج التي نشتغل عليها في الجمعية. فالمغرب لديه اليوم مخططات قطاعية متعددة، في الفلاحة والصناعة والسياحة والصناعة التقليدية، لكن هناك غياب استراتيجية أفقية تخلق الانسجام بين مختلف هذه المخططات. لذلك من بين الاقتراحات إنشاء هيئة وطنية مكلفة بالتنسيق بين مختلف القطاعات، في سبيل تطوير تصور موحد وبرنامج عمل متناسق يهدف إلى إحداث "ماركة المغرب" قوية على المستويين الوطني والدولي.