بسبب عدم التجاوب مع مطالبهم..فلاحون يهددون بزراعة الحلبة والسانوج والقزبر بدل القمح 

بسبب عدم التجاوب مع مطالبهم..فلاحون يهددون بزراعة الحلبة والسانوج والقزبر بدل القمح  محمد صديقي وزير الفلاحة
هدد فلاحون بعدد من الأقاليم بمقاطعة زراعة القمح الصلب بسبب عدم التفات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية لمعاناة الفلاحين جراء ارتفاع سعر الغازوال و أثمنة الأدوية والأسمدة والمبيدات بشكل فاحش في غياب المراقبة، وقال هؤلاء في تصريحات متفرقة لجريدة " أنفاس بريس " إنهم يفضلون زراعة القطاني وبعض المنتجات المجالية خلال هذا الموسم الفلاحي في ظل تعنت وزارة الفلاحة ورفضها التجاوب مع مطالب الفلاحين التي عبروا عنها من خلال عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية بمختلف المناطق المغربية.
وأشار هؤلاء إنهم وفي ظل هذا الوضع يفضلون زراعة نسبة ضئيلة من القمح لتغذية عوائلهم، مع التركيز على زراعة القزبر، حيث يمكن 25 كيلوغرام من بذوره من زراعة هكتار واحد، والحلبة حيث يمكن 30 كيلوغرام من زراعة هكتار، والسانوج حيث تمكن 8 كيلوغرامات من البذور من زراعة هكتار، فضلا عن كون زراعة هذه المنتجات غير مكلفة وذات مردودية، ما لم تستجب وزارة الفلاحة لطلبهم بدعم زراعة القمح.
واستغرب هؤلاء كيف يعقل أن تصرف الدولة مبالغ ضخمة تقدر بالملايير لاستيراد القمح بدل التفكير في دعم الفلاحين من أجل الرفع من الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويقول خبراء في القطاع الفلاحي إن الاستراتيجية الفلاحية للمغرب ما هي إلا امتداد لمخطط المغرب الأخضر، فالفلاحون غير مهتمين بإنتاج الحبوب والقطاني لكونها غير مدرة للربح، مما يعني أن الأمر يتعلق باختيار سياسي، مما جعل المغرب عاجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والزيوت النباتية والسكر، مقابل تركيزه على إنتاج الفواكه الحمراء الموجهة نحو التصدير والتي أدت الى الإجهاد المائي، الى جانب مشكل الجفاف، حيث يمر المغرب من فترة صعبة جراء تعاقب سنوات الجفاف والذي كان له انعكاس كبير على الإنتاج الفلاحي .
وتعاني نسبة كبيرة من الفلاحين من صعوبة كبيرة في الحصول على القروض، حيث أن نسبة الفلاحين المؤهلين للحصول على قروض لا تتعدى 20 في المائة، وزاد من تفاقم الوضع تداعيات كورونا وتعاقب سنوات الجفاف والارتفاع الفاحش لأسعار الغازوال والأسمدة والمبيدات والأدوية والبذور في غياب المراقبة، الأمر الذي يفرض تدخل الدولة من أجل دعم الفلاحين وتبسيط مساطر الحصول على القروض لفائدة الفلاحين وتحفيز الزراعات التي تحقق الأمن الغذائي ( القمح، الزراعات الزيتية، السكر) من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية، علما أن المغرب أبرم الكثير من اتفاقيات التبادل الحر دون أن ينجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية.
هشام ناصر