الصادق العثماني: أبعاد قرار البرازيل باستقبال اللاجئين الأفغان

الصادق العثماني: أبعاد قرار البرازيل باستقبال اللاجئين الأفغان الصادق العثماني
أعلنت الجمهورية البرازيلية أن الأفغان الذين يرغبون في طلب اللجوء في أكبر دولة في أمريكا اللاتينية سيتمكنون من الاستفادة من نفس الآلية المبسطة التي سمحت للبرازيل بالاعتراف كلاجئين، تقريبا بدون إجراءات رسمية. وأوضحت وزارة العدل أن أفغانستان تشهد "وضعًا خطيرًا ومعممًا لانتهاك حقوق الإنسان" ، فإن أي أفغاني يرغب في طلب اللجوء في البرازيل سيكون قادرًا على الحصول عليه دون الحاجة إلى إثبات أنه يعاني من اضطهاد سياسي أو ديني..
وخلال هذا الشهر وصلت للبرازيل مجموعات كبيرة من اللاجئين الأفغان طمعا في حياة آمنة مستقرة يسودها الحب والوئام والتعايش ..
في ظل هذه المآسي والأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب الأفغاني تذكرت عنوان كتاب: "آيات الرحمن في جهاد اﻷفغان"، وهو كتاب أيديولوجي تم تأليفة بين عشية وضحاها في بداية "الجهاد" اﻷفغاني، وتم توزيعه في جميع الدول العربية واﻹسلامية ودول أوروبا وأمريكا؛ بل وكان يوزع بالمجان في المهرجانات الخطابية التي كانت تعقد هنا وهناك ، حتى داخل مساجد أمريكا وأوروبا، لجمع التبرعات والصدقات والزكوات نصرة للجهاد والمجاهدين في أفغانستان، والكتاب في الحقيقة كان عبارة عن فخ للشباب اﻹسلامي المتحمس للقتال والجهاد مع ملائكة الرحمن -كما زعم مؤلف الكتاب- نصرة للقضية اﻷفغانية وللمسلمين اﻷفغان. وعند انتهاء الحرب وجلاء غيوم التنويم المغناطيسي للكتاب، دخل المجاهدون مرة ثانية في حروب طاحنة؛ لكن هذه المرة ليس ضد الملحدين الروس، وإنما ضد بعضهم البعض، فجعلوا من الدولة اﻷفغانية دولة منكوبة عرجاء لا حياة فيها..!! . انكشفت خيوط الحرب اﻷفغانية أو مكان يسمى آنذاك ب "الجهاد" اﻷفغاني بعد الملايين من الموتى والمشردين والفقراء، فإذا بنا نكتشف - بعد فوات الأوان-  بأن الحرب هناك، كانت عبارة عن تصفية حسابات الجيو سياسية واقتصادية وتجارية بين روسيا وأمريكا على اﻷراضي اﻷفغانية، وبسواعد ودماء شبابنا اﻹسلامي؟! .
 
الصادق العثماني- البرازيل