د. مصطفى الخياط: المغرب مازال بعيدا عن الأهداف المسطرة في اللوجستيك

د. مصطفى الخياط: المغرب مازال بعيدا عن الأهداف المسطرة في اللوجستيك

لم يتردد مصطفى الخياط، رئيس الجمعية المغربية للوجستيك، في المطالبة بفصل الوكالة المغربية لتطوير اللوجستيك عن وزارة التجهيز وتمتيعها بالاستقلالية لتنجز مهامها بكل حرية. وتوقف الخياط عند حالة الدارالبيضاء التي ينبغي أن تعالج فيها بسرعة تنظيم تنقلات شاحنات نقل البضائع...

 

حاوره: عبد الله أريري

 

+ تعمل وكالة AMDL ذراع الدولة، وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك (الذي انعقد أول مجلس إداري لها في ماي 2012) على تدارك تأخر إنجاز المخطط الوطني للوجستيك (2015-2010)، كيف ترى وتيرة إنجاز هذا المخطط؟

- من حيث المبدأ، يجب أن تكون الوكالة المغربية لتطوير اللوجستيك مستقلة عن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، ويمكن أن تنجز مهامها بكل حرية وفقا لاستراتيجية تحددها بالتشاور مع الفاعلين والمؤسسات والجمعيات المهنية، وأن تكون مدعومة من قبل مرصد للوجستيك يديره شخص ذو كفاءة ومختص يجيد تقنيات وأدوات وفن اللوجستيك، خاصة في تهيئة الفضاءات والتحكم في التدفقات. وينبغي أن يكون هذا المرصد مركزا للذكاء الاقتصادي وذلك لاستباق المتغيرات المؤكدة والغير مؤكدة. وبدون فريق عالي المستوى سيكون هذا المرصد كالصدفة الفارغة. لقد انقضت أربع سنوات على نشاط هذه الوكالة، ولوحظ أن الأهداف المحددة ضمن عقد البرنامج لا تزال بعيدة عن الإنجاز. وهذا التأخر غير المفهوم يعرقل تطوير اللوجستيك بالمغرب.

+ هل يمكن أن تحدثنا عن الشبكة الوطنية للمناطق اللوجستيكية؟ وما موقع الدار البيضاء ضمن هذه الشبكة بحكم حجمها وأهميتها؟

- يرتقب من الشبكة الوطنية المندمجة للمناطق اللوجستيكية متعددة التدفقات والمدرجة ضمن عقد البرنامج، أن توفر البنية التحتية المناسبة للربط الفعال، وخاصة تنظيم نقل البضائع في المناطق الحضرية والنائية. الجانب المتغيب لاستراتيجية تطوير اللوجستيك بالمغرب هو اللوجستيك الحضري، وحالة الدار البيضاء معنية في هذا السياق، إذ ينبغي أن تعالج على وجه السرعة والصرامة لتخفيف العبء والازدحام على المدينة، لا سيما من خلال تنظيم حركة تنقلات شاحنات نقل البضائع. ويعتبر اللوجستيك الحضري أهم رابط في حساب الكلفة اللوجستيكية، لأن ذلك يعنى آخر كلم لتسليم أي بضاعة. من المؤكد أن المخطط الوطني للوجستيك برنامج طموح جدا، إلا أن تأخر إنجازه يتطلب ردا سريعا والتكيف مع التطورات الحالية. لحسن الحظ، أطلقت مؤخرا الوكالة الوطنية لتطوير اللوجستيك دراسات تتعلق باللوجستيك الحضري ومنصات لوجستيكية في بعض المناطق التي تعتبر أولية.

+ على مقربة من ميناء الدار البيضاء بين باب 4 وباب 3، وراء شارع الجيش الملكي، هناك باركينغ عشوائي للصناديق الحديدية موضوعة بطريقة عشوائية تعيق إنجاز طريق سيمكن آلاف البيضاويين من العبور إذا ما أنجز شارع يوازي شارع الجيش الملكي، متى سيتم إخلاء هذا الباركينغ العشوائي؟ هناك من يقول إن إخلاءه مرتبط بإنجاز المحطة اللوجستيكية؟

- الجرارات والرافعات والشاحنات والصناديق الحديدية.. كلها ترسو بالقرب من الميناء بطريقة عشوائية ومشينة... وجميع هذه العناصر مصادر للضوضاء والتلوث وحوادث السير، وهذا الوضع يضر بسمعة ميناء الدار البيضاء ويبدد الجهود التي تبذلها الوكالة الوطنية للموانئ لتصنيف الميناء حسب المعايير الدولية، وهي قضية تستحق اهتماما خاصا، ونهجا شاملا يشرك جميع الأطراف الفاعلة في علاقات المدينة الميناء، وليس بحظر احتلال هذه الأماكن سيتم حل المشكلة. للأسف العديد من القوانين لا تطبق في القطاع الحضري. حاليا، لا يمكن الولوج إلى شارع الجيش الملكي وشارع باستور خلال ساعات الذروة بسبب هذه العشوائية واحتلال الأماكن العمومية من طرف الشاحنات والجرارات ومعدات المناولة.

+ هل تعتقد أن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك سلكت الطريق الخطأ عندما قررت اقتطاع رمال الطريق الساحلية لإنجاز طريق عبور الشاحنات الكبيرة من ميناء الدار البيضاء عبر عكاشة؟

- هو قرار معقول وذلك لتسهيل التدفقات الضخمة للشاحنات وسيمكن من الولوج المباشر للميناء الجاف والمحطات اللوجستيكية. ازدحام الطرق وعدد حوادث السير التي تسببها الشاحنات التي تحمل الحاويات بدون احترام نمط هذا النقل يبرر اللجوء إلى هذا الإجراء. وينبغي أن يرافق هذه البنية التحتية تدابير صارمة على مستوى تطبيق القوانين التي تهم وسائل النقل التي لا تحترم نقل الحاويات.

+ المغرب لحد الآن، لم يعمل على معانقة الجيل الجديد من المنصات المتعددة الوظائف multimodal، ما هو رأيك؟

- المنصات اللوجستيكية المتعددة الوظائف سترى النور في محيط يأخذ بعين الاعتبار، أولا قواعد المهنة التي تعد عاجلة. الآن، قبل كل شيء يجب تحديد الأولويات وذلك لخلق دعامات متينة للوجستيك على المستوى الوطني. بعد ذلك، ومن خلال المكتسبات علينا وضع خطة عمل جديدة تهم اللوجستيك المتعدد الوظائف يضم الجانب البري والسككي والبحري والجوي من خلال وجود منصات لوجستيكية متعددة الوظائف للشحن. وستكون هذه مهمة الوكالة الوطنية لتطوير اللوجستيك في المستقبل القريب. ملحوظة من المحرر: أجوبة د. مصطفى الخياط، رئيس الجمعية المغربية للوجستيك هي خلاصة لآراء أعضاء هذه الجمعية.