هكذا كشف أخيرا التشكيلي بولرباح عن أسراره الغامضة مع لوحاته الفنية ( مع فيديو)

هكذا كشف أخيرا التشكيلي بولرباح عن أسراره الغامضة مع لوحاته الفنية ( مع فيديو) الفنان التشكيلي بولرباح
وهو يستعرض تجارب تشكيلية تجمع بين الواقعية والتجريدية والتصويرية والسريالية، لباقي الفنانين التشكيليين، يسعى الفنان التشكيلي مراد بولرباح  إلى إعادة خلق حركية فنية على الساحة المراكشية، بعد أن فرض عليها  زمن الوباء ركودا ثقافيا، وتسبب في عزلة الفنانين والمبدعين على اختلاف مشاربهم، بافتتاحه  لرواق " l'Atelier 1966" بحي جليز الشهير بمراكش وبالضبط بممر الغندوري، أمام عشاق اللوحات التشكيلية، معتبرا إياه مغامرة وفرصة للتعرف عن قرب على مجموعة من الأعمال الفنية الخالدة، خاصة الفنانين التشكيليين المراكشيين، وهو يعرض لبعضها لأول مرة أمام الجمهور.
 
ليس هذا فقط،  فالفنان التشكيلي بولرباح، وهو يختار هذه اللوحات بعناية وبعين فنية ثاقبة، يكشف أخيرا ل"أنفاس بريس" عن عوالمه الخفية، ويضعها أمام المتلقي العاشق للوحات الفنية التشكيلية، من خلال تقديم عدد مهم من اللوحات الفنية التي تجمع بين مدارس مختلفة، لتكون صلة وصل بين أعماله الفنية وهذا الكم المتناسق  لباقي اللوحات الأخرى ذات التوجهات المعروفة. مستخدما في لوحاته ألوانا قوية وحماسية، يكون لها تأثير على نفوس المتلقين، فضولا جامحا ورغبة قوية في ولوج عوالم هذه اللوحات التي تبدو للوهلة الأولى غامضة، لكن سرعان ما تكشف لك عن أسرارها الجميلة دفعة واحدة، والمارقة في الوقت ذاته، لأن ما تحمله لك لا محالة، قد يبدو خارج نطاق المعقول الذي نعيشه  وما خفي هو أعظم.
 
ليس هذا فقط،  فالفنان التشكيلي بولرباح، بهذا  الملتقى الإبداعي/ الرواق،  يقترح على المتلقي مجموعة من الأعمال المختارة بعناية فائقة  والموقعة بأسماء من الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب المشهورين والمغمورين،  الذين يشتركون في تشكيل الفعل التشكيلي بالمغرب، وما يحمله هذا الأخير  من قيم التقاسم والتبادل التعبيري، بقدر ما يتقاطع في الأساليب والمواقف والتصورات. 

ليس هذا فقط، فالفنان التشكيلي بولرباح يقدم لهذا الرواق كحدث فني يسعى من خلاله تأسيس مدرسته التشكيلية باستعمال أدوات وتقنيات خاصة به، كما يسعى أن يجعل من لوحاته كائنا  تنبض بالحياة ، تعبر عن نفسها ، تخاطب جمهورها، تقدم له فلسفتها في الحياة بنوع من الزهد والقناعة، وسط كم من  أعمال أكثر من عشرين فنان تشكيليا من زملائه، ولكل لوحة تشكيلية  تيمة  خاصة بها،  لما تحمله من رمزية وإحالات أواصر الإنسان وعلاقاته بالواقع المعاش.

ليس هذا فقط، وأنت في حضرة رواق بولرباح، بين  لوحاته، فاعلم أن الفضاء/ الرواق هو ثمرة تجربة واحتكاك بالمجال الإبداعي المتاح على البحث والتجريب، وتخلص من الذات الأخرى التي تسكنه بكل وعي للخفايا الفنية التي يمزجها بالكثير من الاستدلالات التي سمحت له بالظهور الجمالي أخيرا، بعد مخاض سنوات عبرت. فلوحاته تدعو الزائر المتلقي  إلى الانفتاح على عوالم غير مألوفة، وهي خاصة بالفنان نفسه، من خلالها استطاع أن يرسخ لنفسه أسلوبا فنيا، يدعو إلى كثير من السكوت والتأمل، أملا في القبض على الأفكار الإبداعية التي تطرحها ريشة والألوان.
 
الفنان التشكيلي بولرباح، فنان لا يخطط لأعماله الفنية، كما يبوح لنا، فهي غالباً تأتيه بالصدفة، وهي صدفة بألف معاناة ومعاناة، فتمة أقسى وسيلة تعبير عن أفكاره، أن يحررها من عنبر المرسم ومن قبضة حراس شداد لسجن إسمه: العوالم الخفية، لكي تخرج إلى هذا الفضاء الرحب وتركب أجنحة الوجدان لترقص مع الألوان على مسرح الجريمة/ اللوحة، لتضفي عليك متعة أخرى لا يشعر بها إلا ذاك الفنان الحقيقي.