توفي البارحة طالب ثالث بعد حريق الحي الجامعي بوجدة الهالك رحمه الله حسب إفادة مصادرنا، ليس طالبا جامعيا، كما تم الترويج له، بل هو تلميذ بمدرسة البعث الإسلامي للتعليم العتيق بوجدة، لصاحبها الأستاذ مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة، يسمى عبد الحق زمزم الساكن بدوار أولاد حسين بإقليم كرسيف، حسب رسالة تعزية بأحد الصفحات الفايسبوكية، غادر المدرسة ليلا للمبيت بالحي الجامعي بوجدة عند أصدقائه.
ما حصل يسائل بالتأكيد إدارة المدرسة والحي الجامعي لتنوير الرأي العام في باب المسؤوليات لكن بالنظر إلى ما كان يروجه بنحمزة عن "تربية" التعليم العتيق، كبديل في حقل التربية والتعليم، فإن واقع التدبير المزري في مدرسته يطفو مع هذه النازلة بقوة على السطح.
فهناك إشكالية التسيب الذي تعيشه مدرسة البعث الإسلامي للتعليم العتيق بوجدة، نتيجة الصراع الحاد بين فريقين داخل المدرسة
فريق يتزعمه مدير المدرسة وفريق يتزعمه إمام مسجد البعث الإسلامي والسائق الخاص لبنحمزة في حين أن المشرف العام على المدرسة، الأستاذ بنحمزة غارق في مكتبه المكيف داخل المدرسة في عالم المال والأعمال، مع من يسميهم ب"المحسنين "،بحيث أصبح واجهة لتصريف مصالح هؤلاء أمام مختلف السلطات، فيكون "الغرم بالغنم"، مع فضل إحسان.
لكن يبقى الضحية من هذا الانشغال العقاري، هم التلاميذ الذين يصطدمون بواقع مخالف لما يتم الترويج له من طرف أنصار بنحمزة، سواء على مستوى التأطير العلمي، حيث تعرف المدرسة تراجعا كبيرا، خاصة بعد وفاة العلامة الفقيه محمد المربح التازي.
وكذا على مستوى التغذية والمبيت والحالة المهترئة لبناية المدرسة رغم وجود الإمكانيات المادية اللازمة، حيث ينفق المحسنون بسخاء. لكن أين تذهب الأموال يا ترى يتساءل بالفايسبوك أحد المعلقين على خبر تنظيم الحفل الختامي للدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم.
إن سوء التسير والتدبير الإداري والمالي لمدرسة البعث الإسلامي، حالت دون وصول ما يتبرع به المحسنون الى الطلبة، حيث ظهر هذا الأمر جليا أثناء الصراع الذي أندلع بين إمام مسجد البعث الإسلامي، وبين المسؤول عن الكتاب القرآني للمسجد الأعظم بوجدة، أحد روافد مدرسة البعث، وتبادل الإتهامات بالإختلاسات وإهانة كرامة التلاميذ ، أمام أعين الناس.
هذا الواقع قد لا يكون يعلمه بنحمزة وأن منتهى علمه،أن الأمور تسير على أحسن ما يرام في وقت، الكل على وعي باللعبة حتى صغار التلاميذ، حيث أصبحت المدرسة تتذيل الترتيب من حيث عدد المسجلين، في حين أن بعض المدارس القرآنية أصبحت تعرف إقبالا منقطع النظير فاق طاقتها الإستعابية، والنموذج مدرسة الفردوس للقرآن الكريم بوجدة، نتيجة مقاربة أخرى في التدبير.
إن على الوزارة الوصية إعادة النظر في منهج تفتيش مدارس التعليم العتيق، والسهر على تطبيق القانون خاصة بداخليات المدارس تفاديا لوقوع كوارث وفواجع لا قدر الله !.