الحوار الجاري الآن في أروقة وزارة المالية يطبعه الغموض و الترقب والتوجس مادامت كل محطة ينتج عنها تردي وانتكاسة وخيبة أمل وتغول للإدارة لتحتل موقعا متقدما في نسف مكاسب الشغيلة التعليمية .
دعونا نرجع للوراء من أجل ربط منهجي في سياق كرونولوجي للأحداث وكيف بدأنا نحصد الهزائم في ملف التقاعد بعد التحول الخطير الذي دشن للتراجعات منذ أن شرع كبير السحرة لضرب مقومات الفعل النضالي وقصف قلاعه بقرارات مجحفة بخست أهدافه وإجراءات قوضت معالمه .وقد حاز مقابل خيانته للمؤسسة العمومية التي راهنت عليه في مرحلة ولت ونتمنى الا تعود من أجل الإنصاف ورد الإعتبار وتحقيق الإقلاع الحقيقي .فتخلى عنها في منتصف الطريق وارتمى بسرعة فائقة في أحضان المخزن مضحيا بكل المبادئ والمواقف تاركا المواطن لوحده يصارع كل هذه المطبات .
الحكاية ابتدأت وفق المعطيات الواردة في الملف حين تخلى من كنا نطمح في دفاعه عن امرين هامين الأول ان الدولة تخلت عن مساهمتها كمشغل لمدة ليست باليسيرة إلى فترة المرحوم اليوسفي الأمر الثاني ان الصناديق شابتها خروقات واختلالات تسببت في إفلاسها.وعوض محاسبة المتسببين الحقيقيين واسترجاع الأموال المنهوبة . آثر كبير السحرة الحل السهل والذي لم يجرؤ أحد من سابقيه على فعله مادام يمتلك " السنطيحة" ظانا منه أنه يحسن صنعا. تبني الإصلاح على حساب الموظف تحت شعار "زيتو تقليه " من خلال إجراءات عبر عنها احد الظرفاءبالثالوث المحرم . فأصابتنا من خلال هذه النتائج والتدبيرات خيبة أمل كبيرة ضاعت معها فرصة إنصاف ورد الإعتبار . هذه المحطة لأهميتها كانت كفيلة بتغيير الوضع نحو إصلاحات بنيوية عميقةتسترجع عافيةالصندوق وتضمن ديمومته واستمراريته فتبخرت أحلامها ورهاناتها مادامنا في زمن قراصنة وقطاع طرق حولوا مسارها إلى مغانم وإمتيازات ومامنحة سبعة ملايين (كل مليون ينطح مليون) ببعيدة .على حساب معاناة الشعب الذي يعيش في كل يوم درسا قاسيا في الصبر والتحمل وهو يتابع الريع المريع يمشي على رجليه وفي واضحة النهار .