سوفيان بوشكور: معذرة للمغاربة عن مهرجان "المرحاض"

سوفيان بوشكور: معذرة للمغاربة عن مهرجان "المرحاض" سفيان بوشكور
شخصيا من المؤدين للثقافة ولوضع المغرب لسياسة ثقافية، وما أحوجنا إليها لتأطير واحتواء الشباب لأن الثقافة جزء من التربية بل مساهم فيها.
لطالما اعتبرت أن الثقافة من القطاعات المنسية وأنها خزان اقتصادي هائل؛ وجب الاهتمام به لخلق الثروة وفرص الشغل للشباب انطلاقا من ميولاتهم واهتماماتهم.
ما جرى بمهرجان البولفار بالدار البيضاء هذه السنة كي لا نعمم شيء يندى له الجبين ويسائل مسؤولي قطاع الثقافة وخاصة مسؤولي هذا المهرجان عن اختيار "فنانين" رأسمالهم كلمات نابية وساقطة لا يستحيون إلقاءها أمام العائلات والأسر.
نعم ما جرى وصمة عار، ليس فقط على بعض فناني التفاهة بل على منظومة أنجبت شباب، ولو جزء قليل يتفنن في الهلوسة والقروبي.
أستحضر الآباء والأمهات اللذين يفضلون المدارس الخاصة على العمومية ليس لجودتها أو لمستوى تعليمها بقدر ما هو لسبب الحراسة النسبية للأبناء.
جرى بالدار البيضاء يسأل الأسر التي انشغلت بالهواتف المحمولة وتفاهات التيكتوك وروتيني واكتفت بالدروس الخصوصية للأبناء. واقع يسأل المدرسة العمومية والخاصة ومنظومة التربية والتكوين، إذ بعد ملايير الإصلاح ها هو جيل طوطو يصول ويجول. واقع يسائل الحكومات المتعاقبة والمجالس المنتخبة عن هزالة ميزانيتها الموجهة للثقافة وعن تفضيلها جمعيات الانتخابات والولاءات على صناعة جيل صالح من مدخل الثقافة.
وفي الأخير، حذاري أن نعاقب الثقافة من زاوية ما جرى، مؤخرا،من أحداث، بل يجب استغلال الحدث واستخلاص الدروس واتخاذ المتعين. دعم الثقافة الراقية المنتجة للثروة وفرص الشغل والمساهمة في تربية الأجيال والناشئة، مدخل أولوي، مع مراجعة منظومة القيم بالمدرسة العمومية والخاصة على حد سواء.
فلا تعاقبوا الثقافة...
 
سفيان بوشكور، أستاذ جامعي