سعيد بلخياط: أخجل من ذكر الوضعية المزرية لبعض الأبطال

سعيد بلخياط: أخجل من ذكر الوضعية المزرية لبعض الأبطال

عندما كنت ذاهبا لمحاورة السيد سعيد بلخياط (المدير التنفيذي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين)، كانت تراودني الكثير من الأسئلة حول مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين والأهداف التي أسست من أجلها، وخاصة مساعدة الرياضيين الذين شرفوا المغرب في المحافل الدولية، والذين يوجدون في وضعية اجتماعية أو صحية صعبة.

 

إعداد: محمد شروق

 

في شقة فسيحة بحي الرياض، يشتغل سعيد بلخياط مع عدد قليل من الموظفين مثل خلية نحل. عندما قلت له: «المؤسسة غائبة في الإعلام فهل هو دليل أنها لا تعمل؟» كان رده: «نحن لا نعمل في صمت بل نتواصل عندما نكون بصدد تنظيم حدث كتكريم بعض أبطالنا أو تنظيم تدريب لأبطالنا في ألعاب القوى بمعهد مولاي رشيد أو خلال الجمع العام أو عندما نقوم بحفل سنوي للرياضيين. لكن عندما نقوم بعمل إنساني أو مساعدة لا يمكن أن نقوم بالدعاية، في احترام شديد لكرامة أبطالنا ولحياتهم الخاصة. وهناك حالات لا أقبلها كمغربي ولا يمكن أن نتحدث عنها في الإعلام».

شهية السيد بلخياط للحديث عن المؤسسة انفتحت ليضيف: «لدينا اليوم 430 منخرطا يمثلون 22 نوعا رياضيا، يشكلون 75 بالمائة من الرياضيين المستجيبين لشروط الانخراط، الـ 25 الباقية كلهم يعيشون بالخارج». وأهم المكاسب التي حققتها المؤسسة في نظره هي التغطية الصحية الشاملة للمنخرطين ولذويهم.. مثلا «تحملت المؤسسة 120 ألف درهم خلال مراحل علاج الابن المعاق للبطل السابق حدو جدور الذي توفي رحمه الله. اللاعب الغزواني تحملنا جزءا كبيرا من تكاليف علاجه وأنا أعتبر هذه التحملات كإحسان، لأن الشركة المؤمنة تساهم معنا بشكل كبير. فمبلغ التأمين هو 2000 درهم سنويا. لكن هذه الشركة قامت بتغطية مصاريف 3500 ملف في السنة الأولى وصرفت حوالي 60 مليون للمنخرطين».

 

مساعدات في الكراء و العيش والتمدرس

سعيد بلخياط الذي كان يتحاشى ذكر الأسماء قال «إن المؤسسة تقوم بمساعدات غير مباشرة. فهناك 36 بطلا أراملهم نؤدي لهم مصاريف الكراء وبطاقات شراء. كما نشجع على تمدرس الأبناء الذين وصلوا مراحل متقدمة من التعليم كأبناء اللاعبين الدوليين سميري وسماط والبطلة الأولمبية الكَرعة التي تكمل تعليمها، والخياطي بطل الجيدو. كما نظمنا تدريبا في إطار تكوين الأطر لفائدة 13 بطلا أولمبيا بتعاون مع جامعة ألعاب القوى. للإشارة أيضا فابنة الغازي الزعراوي الحاصلة على دبلوم معهد مولاي رشيد توجد الآن بمدينة ليبزيك الألمانية في إطار استكمال التكوين لمدة 6 أشهر».

وكنت كلما طرحت اسم بطل يعيش وضعا هشا يجيب بلخياط «إما أنه يستفيد من مصاريف الكراء أو من معونة مباشرة أو من شكل آخر من أشكال المساعدة». وتتفاوض مؤسسة محمد السادس مع إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية لاستفادة منخرطيها على غرار منخرطي مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين.

 

سنعتمد في التمويل على صندوق التنمية الرياضية

أبرمت مؤسسة محمد السادس للأبطال عقد شراكة مع مؤسسة المغربية للألعاب والرياضات وتمتد على سنتين غير قابلة للتجديد، إذ تعهدت بتقديم 1 بالمائة من رقم معاملاتها، أي ما يعادل 15 مليون درهم. وقد تم احترام جميع التعهدات الواردة في العقد. الآن يقوم مكتب محاسبة بتدقيق الحسابات لنقدمها للوزارة على أساس تمويل المؤسسة من صندوق التنمية الرياضية في المستقبل القريب.

«وقد حصلنا مؤخرا -يقول سعيد بلخياط- على صفة المنفعة العامة، وهو ما سيعزز من ميزانية المؤسسة».

مصدر آخر من التمويل يوضح السيد بلخياط: «قمنا بتأريخ وتدوين الرياضة المغربية عموما، وهي عملية مزدوجة. من جهة أغنينا المكتبة المغربية بثلاثة كتب، وفي الوقت نفسه استفادت خزينة المؤسسة من مبالغ بيعها. علاقاتنا مع جمعيات اللاعبين اللاعبين طيبة، وهم أعضاء بالمؤسسة كالرئيسين يوسف روسي ومصطفى الحداوي. لكن أهدافنا ليست هي أهدافهم، لأننا نجمع جميع الرياضات، في حين هم يقتصرون على كرة القدم.»...

 

لهذه الأسباب فشل حفل تكريم ظلمي

تكريم لاعب مثل عبد المجيد ظلمي يتطلب ميزانية ضخمة، لهذا كانت المؤسسة تنتظر أي فرصة لتنظيمه. وفعلا كان فريق مارسيليا سيحضر إلى المغرب فانتهزنا المناسبة وناقشنا الأمر مع ظلمي ومع فريق الرجاء. وتعهد رئيس المؤسسة منصف بلخياط كتابيا بأن يستفيد اللاعب بعد خصم نفقات مباراة التكريم من مليوني درهم.

وفي أوج الاستعداد نشرت جريدة «لوماتان» مقالا يقول إن ظلمي يتمنى فريقا مثل برشلونة في حفل تكريمه. مباشرة بعد ذلك بعث لنا فريق مارسيليا رسالة ضمنها قرار إلغاء مشاركته في المباراة.

 

معايير الانضمام إلى المؤسسة

قررت مؤسسة محمد السادس توسيع معايير الأهلية للحصول على عضوية بالمؤسسة إلى المشاركين في دوري أبطال إفريقيــا في الرياضــات الأولمبيــة والفــردية و الجماعية، والحكام الدوليين المشاركين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، أو مرتين على الأقل في نهائيات كأس إفريقيا للأمم.

وحددت المؤسسة المذكورة معايير الانضمام في الفائزين بأرقام قياسية عالمية في الرياضات الفردية التابعة لجامعة كرة القدم والحائزين على ميداليات في إحدى دورات الألعاب الأولمبية، أو بطولات العالم والمشاركين في نهائيات الألعاب الأولمبية وبطولة العالم في ألعاب القوى، وأبطال العالم الاحترافيين، إضافة إلى لاعبي التنس المصنفين من بين أفضل 30 في التصنيف العالمي للمحترفين، ولاعبي المنتخب الوطني الذين بلغوا نهائيات كأس العالم، أو الفائزين ببطولة كأس إفريقيا للأمم، والمتوجين بالكرة الذهبية الإفريقية في كرة القدم، والفائزين بطواف المغرب للدراجات، والفائزين بالميداليات في دورة الألعاب البارا-أولمبية للمعاقين، فضلا عن اللاعبين الدوليين الذين احترفوا في الخمسينات والستينات، والفائزين والمدربين المحليين المتوجين بالبطولة الإفريقية في التخصصات الأولمبية الجماعية أو الفردية.