فؤاد زويريق يقرأ فـيلـم "كيرة والجن"

فؤاد زويريق يقرأ فـيلـم "كيرة والجن" فؤاد زويريق ومشهد من فيلم "كيرة والحن"
انتهيت للتو من رحلة طويلة في مشاهدة فيلم "كيرة والجن" ( 175دقيقة) وهو من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد. هذه بعض انطباعاتي:
*بعض نقط القوة: 
الفيلم تقنيا وجماليا جيد جدا، لا من حيث الإخراج والمونطاج والتصوير والديكور وتوافر المؤثرات البصرية والموسيقية... تميز هشام نزيه في الموسيقى التصويرية واضح وقد تفوق في جعلها متناسقة ومنصهرة مع الإيقاع الدرامي.
كريم عبد العزيز كان متميزا ورفع من مستوى التشخيص كالعادة، هند صبري كانت حاضرة بقوة، أحمد عز اجتهد في الخروج من نمطيته ورغم ذلك سقط فيها في الكثير من المشاهد.
إشارة على الهامش: الفنان أحمد كمال كان بمثابة ضيف شرف لكنه برهن على أنه فنان مبدع ومشخص متمكن دارس للشخصية رغم صغر حجمها، حيث ظهر في مشهدين فقط، مشهده الصامت بالكسوة العسكرية لجيش عرابي من أروع المشاهد في الفيلم، مشهد يحمل الكثير بين طياته، لكن يبقى عنوانه العريض ''رغم انهازمنا لن نستسلم ولن ننحني'' .
*بعض نقط الضعف:
عوار واضح وفجوات كثيرة في السيناريو، بعض المواقف غير مقنعة بالمرة، تمطيط وتطويل غير مبرر، وكان من الممكن حذف بعض المشاهد ودمج أحداث بأخرى اختصارا للوقت وتجنبا للملل دون المساس بروح العمل.
حضور النجمان كريم عبد العزيز وأحمد عز امتص جاذبية باقي الشخصيات فجعلها مجرد شخصيات ثانوية دورها تأثيث حضورهما فقط وكأن العمل فُصّل عليهما، وهذا لم يخدمه بطبيعة الحال باعتباره ملحمة شعبية مقتبسة من تاريخ المقاومة المصرية ومثل هذه الملاحم تتنوع فيها الشخصيات بتفاصيلها وتتفرع بتفرع الأحداث.
في بعض المشاهد ألمس زيادة جرعات الميلودراما دون داع والمبالغة في ''الأكشن'' ربما بهدف إثارة المتلقي لكن هذا أثر على صدقية وواقعية الأحداث.
غياب الثورة بعمقها التاريخي وحثياتها وتفاصيلها الشعبية والتركيز أكثر على الخط الدرامي للشخصيتين الرئيسيتين.
المدة الزمنية طويلة جدا وكان من الممكن اختصارها.
* رغم ما ذكرت من عيوب وخصوصا في السيناريو إلا أن الفيلم يبقى فيلما وطنيا ملحميا استثنائيا بنكهة إبداعية جديدة لم نتعود عليها في أعمال الثنائي أحمد مراد ومروان حامد، هذا بالإضافة الى روح الثورة والمقاومة التي بنيت عليها أحداثه والتي لم يسبق أن تناولتها السينما المصرية بهذا الشكل. وأجزم حسب رأيي الشخصي أنه أفضل وأهم فيلم مصري أنتج هذه السنة 2022 لا من حيث الموضوع ولا من حيث الإنتاج والصنعة.