يحيى المطواط: من حق الشباب أن يعشقوا " أغاني الراب " كيفما يشاؤون.. لكن ليس من حقهم تجريدنا من الحياء !!

يحيى المطواط: من حق الشباب أن يعشقوا " أغاني الراب " كيفما يشاؤون.. لكن ليس من حقهم تجريدنا من الحياء !! يحيى المطواط
مغني الراب يستعمل كلمات "خادشة للحياء" أو "مخالفة للآداب العامة". حتى وإن كانت الآداب العامة في حدّ ذاتها ليست مفهوما مطلقا ما هو مخل للحياء في بلد ما قد لا يكون مخلا في بلد آخر، لكن والأمر يتعلق ببلد له تقاليده الخاصة ولا زال يحافظ على الحد الأدنى من الحياء لا يمكن أن يقبل أن تستعمل كلمات تشمئز الآذان لسماعها في حفل تدعمه وزارة الثقافة ويتم مدحها بتلك العبارات أمام جمهور واسع من الشباب وتحت تصفيقاتهم.
من المؤكد هذه الظاهرة هي نتيجة منظومة ونسق مجتمعي معين ساهمت فيه عدة أطراف وهنا نبدأ في طرح أسئلة جوهرية من قبيل دور المؤسسات التعليمية، وكذلك الأحزاب السياسية والجمعيات في تأطير الشباب وتلبية حاجياتهم الثقافية والفكرية...بمفهوم وآليات حديثة وليس بوسائل تقليدية.
إن هذا الصمت الغريب تجاه هذه الظواهر وغيرها كثير " كروتيني اليومي " الذي يطل علينا بمؤخرات تثير الغثيان حتى أصبحت التفاهة أصلا والباقي استثناءً، هذا الصمت الذي ليس فقط من الجهات المسؤولة بل حتى المثقف استقال من أدواره واكتفى بلعب دور المتفرج .
ينبغي على الفن، إذا أراد أن يكون صادقاً في نقل الواقع، أن يتناول قضايا واحتياجات المجتمع ليس بالضرورة باستعمال مصطلحات مخلة للحياء ولكن بالنقد حتى وإن كان لاذعا وبتعابير قد تكون أكثر وقعا من تلك الكلمات التي استعملها مغني الراب هذا في تقديم شكره لوزارة ثقافتنا.
أمام استمرار تضخّم الظاهرة، والتي تظل في النهاية إفرازاً من وإلى المجتمع لا يمكن التعامل معها من خلال التعامي عنها أو أن تمر هكذا، بل يجب فهم هذه الظاهرة
صحيح أن وسائل الاتصال الحديثة فتحت فضاءً جديداً لتمرير الأغاني المصرّحة بفحشها اللغوي، حيث بات ممكناً إنتاج أغنية ونشرها مباشرة على الإنترنت من دون المرور بأي وسيط قد يفكّر في فرض الرقابة على مضمونها لكن أن تكون الراعية لمثل هذه الظاهرة وزارة الثقافة التي من المفروض " فلترة " محتوى المنتوج التي تدعمه فالمسألة تدعو إلى القلق.
وزارة الثقافة مطالبة بتوضيح موقفها من هذا الذي خدش حياء المغاربة وإن التزمت الصمت فصمتها علامة رضاها على هذا الواقع الذي لا يشرفنا.