يعرف دوار الدحامنة التابع لتراب الجماعة القروية لأولاد بوعلي النواجة، قيادة بني مسكين الشرقية، دائرة البروج إقليم سطات في الآونة الأخيرة ،ظاهرة خطيرة وهي محاولة الترامي واغتصاب الأرض السلالية المسماة "لغديرات" المحاذية لهذا الدوار من طرف بعض الفلاحين الذين هم في طور التحضير لاستغلالها مدعمين من السلطات المحلية التي كانت وراء التخطيط لكراءها؛ مدعين أن الأمر جاء من وزارة الداخلية، وما زاد في الطين بلة هو رضى وسكوت بل وتستر الجهات المسؤولة من نواب أراضي سلالية أخرى بنفس الجماعة، ولهذا يسير هؤلاء الفلاحون على نهج آباءهم الذين سبق لهم أن انتزعوا أراضي من مالكيها الأصليين ليحولوها إلى إقطاعيات هائلة وينهبون خيرات الأرض المستلبة لمصلحتهم، بالتالي بات السطو واغتصاب الأرض الجماعية عُرفا لا يناقش لدى بعضهم، كما سبق أن عمل الإستعمار الفرنسي بهذه المنطقة على انتزاع ما يفوق 3000 هكتار من الأراضي من مالكيها الأصليين ليفوتها إلى إقطاعيين بالقوة مستعملين في ذلك أحيانا أنواعا من طرق البطش والاعتداء وأحيانا عبر ترسانة كبيرة من القوانين الإستعمارية وتارة أخرى عبر الرشاوى والأتاوي.
إن المتتبع للشأن المحلي بهذا الدوار يصاب بالإستغراب عندما يرى نواب أراضي الجموع مجتمعين لفك بعض المشاكل التافهة والتي لا تنفع الساكنة بشيء، في حين الأهم لا يلتفتون اليه كظاهرة «السطو» هاته؛ عكس نواب أراضي الجموع بدوار ادحامنة الذين قاموا بخطوة محمودة في حق «المغتصبين»، وذلك لما رفعوا رسالة تعرض إلى عامل إقليم سطات طالبين منه التدخل ،وإعادة الأمور إلى نصابها والتعرض لهذا التفويت وما زالوا ينتظرون جواب العامل…
كما عبرت الجالية المغربية عبر العالم عن سخطها على محاولة تفويت أرض "لغديرات" التي تشرف عليها السلطات المحلية ببني مسكين الشرقية لغاية لا تعلمها إلا هي، وحسب ما يتداول بين الساكنة، فإن هذا التفويت سيكون من أجل حرث هذه الأراضي التي تبلغ مساحتها 286 هكتارعلى عكس ما سجلته اللجنة التي انتقلت إلى عين المكان. وتتساءل الساكنة عن الجهة التي ارسلت هذه اللجنة ! والتي اقرت في تقريرها أن المساحة هي فقط 226 هكتار !؟ وبالتالي يجهل لحد الآن لمن يريدون تفويت الفرق تحت الطاولة!؟.
كما عبرت الجالية من جهة أخرى على أن أرض "لغديرات" شاسعة وعارية تحتوي على الأعشاب والنباتات التي كانت ماشية الدوار تقتات عليها للرعي، وهذا ماورثته الساكنة المحلية عن أجدادهم؛ فهذه الأرض شكلت منذ القدم متنفسا طبيعيا لجميع الكسابة لما توفره من كلإحيت ترعى ماشيتهم و بالخصوص الغنم والأكباش من فصيلة الصردي الذي تشتهر به المنطقة على الصعيد الوطني، خصوصا في فصل الشتاء عندما يحرثون اراضيهم، وتبقى الأرض السلالية لغديرات هي المرعى الوحيد؛ فجالية الدوار جد غاضبة إذن على ما يروج حول قرار تفويت لغديرات لأنها ترى فيه حيف في حقهم هم الذين يستثمرون في كسب الماشية لما يأتون إلى المغرب؛ كما ترى الجالية أن إمكانيات العناية بماشيتهم باتت مهددة بفقدان هذا المرعى، وسيضطرون إلى مغادرة المنطقة هم وعائلاتهم…
وعليه، فان الحاجة تقتضي من الجهات المسؤولة من السلطة المحلية الجديدة والهيئة النيابية، التحرك، وذلك باستعمال جميع الطرق للوقوف ضد محاولة اغتصاب هذه الأرض و تفويتها "لبعض الإقطاعيين " بطرق ملتوية..
عبد الله شفعاوي/ أستاذ جامعي وفاعل إعلامي مغربي مقيم بكندا