صافي الدين البدالي: مدينة قلعة السراغنة على وقع تناسل مشاكل بالجملة!!

صافي الدين البدالي: مدينة قلعة السراغنة على وقع تناسل مشاكل بالجملة!! صافي الدين البدالي
لما تتناسل مشاكل مدينة أو أية جماعة حضرية أو قروية أخرى، فاعلم بأن آلة تدبير الشأن المحلي مصابة بعطب تقني مرده إلى سوء استعمال هذه الآلة أوخطأ في منهجية استعمالها. وحينما تجد مدينة تنمو وتتقدم عمرانيا وحضريا و بيئياواجتماعيا واقتصاديا فاعلم بأن ذلك مرده إلى حسن استعمال آلة تدبير  الشأن المحلي. وحينما نقف عند مشاكل مدينتنا، مدينة قلعة السراغنة، نجدها  تتناسل وتتعقد نتيجة سوء استعمال آلة تدبيرالشأن المحلي.وكل مشكلة لها أخواتها، لأنها مرتبطة  ببعضها البعض، ولأنها نتيجة أخطاء في التقدير وفي الحكمة والحكامة فعلى المستوى البيئي مثلا، أصبح  المطرح البلدي يشكل خطورة بيئية على الساكنة وعلى صحتها، لأنه مشكل لم يتم الحسم فيه منذ ثلاثة عقود مرت، حيث كان يحتاج الى معالجة تقنية وفق المساطر المعمول بها وطنيا  والدراسات في هذا المجال و منها: 
تقنية الطمر حيث تستعمل هذه الطريقة (enfouissement لاحتواء النفايات والتقليل من كمياتها ومن انتشارها . ويتم ذلك عن طريق تقليص حجمها ثم العمل على طمرها في حفرة  تكون ملائمة و مناسبة لكمية النفايات المراد طمرها ،وفي قاعها طبقة من الاسمنت ثم طبقة من البلاستيك الصلب من أجل تفادي تسرب المواد السائلة الناتجة عن تحلل النفايات تدعى Lu mus إلى جوف الأرض حفاظا على سلامة المياه الجوفية. وهناك شروط يجب العمل بها وهي: أن تحفر الحفرة في منطقة تبعد عن  التجمعات  السكانية على الأقل ب2000متر ،وعن المسطحات المائيه  ب500 متر على الأقل مع الأخذ بعين الإعتباراتجاه الرياح السائد في المنطقة.

وتعتبر هذه العملية عملية بيولوجية التي يتم بموجبها تحويل النفايات العضوية من طرف الكائنات العضوية الصغيرة (بكتيريا) المتواجدة في الهواء إلى تربة سوداء غنية بالمواد المعدنية تسمى "الكومبوست"(compostage)؛ وهو سماد طبيعي يستعمل للزراعة والبستنة . و تصبح بذلك هذه العملية مدرة للدخل بالنسبة للجماعة عبر التسييرالذاتي أوالتدبير المفوض.
 
وارتباطا بهذا الموضوع هناك مشكل الغطاء النباتي للمدينة الذي يتعرض بدوره للإتلاف في غياب استراتيجية للسقي من خلال استغلال المياه الجوفية للمدينة بإعادة بناء الآبار التي عرفتها المدينة كبئر المجزرة القديمةوالذي تم ردمه بالمركب الاقتصادي و بئر قرب مستشفى السلامة الذي كان خاصا بالمسبح البلدي سابقا بدارالزليج و بئر بشارع الجيش الملكي  الذي تم حفره من طرف العمالة لسقي أشجارالنخيل  وكل الاشجار بهذا الشارع  يتم استغلاله من طرف جهة لأغراض شخصية.

إن استثمار المياه الجوفية للمدينة سيمكنها من المحافظةعلى الأشجار والأغراس والغطاء النباتي وتطهير الشوارع وقنوات الصرف الصحي .
 
 ومن المشكلات التي أصبح يعاني منها المواطن والمواطنة بقلعة السراغنة كذلك ،هي النقل الحضري الذي أصبح يسيء الى المدينة بفعل تكاثرالعربات  المجرورة والتي أخذت لنفسها دورالنقل الحضري حيث استغل اصحابها والذين من وراءهم الفراغ الذي خلفه رحيل شركة النقل الحضري في التسعينات، وأصبحت العربات المجرورة تتناسل كالفطر في شوارع المدينة معرقلة عملية المرور والجولان ومسببة لحوادث وأضرار لأصحاب السيارات؛ ويتساءل الناس عن سر هذه الظاهرة ومن هي الجهات المستفيدة منها؟ طبعا ليس الفقراء أو المحتاجين، بل من ذوي النفوذ الذين يراكمون ثروات غير مشروعة عن طريق العربات المجرورة غير المشروعة و"الكوتشيات". ويبقى التساؤل مطروحا عن سر سكوت المجلس الجماعي لمدينة قلعة السراغنة والسلطات الوصية عن هذه المظاهر التي أصبحت تشكل مشكلات بيئيةوحضارية وعدم البحث عن شركة نقل حضري كما هو الشأن بالنسبة لمراكز حضرية بالجهة وبالإقليم ؟.
 
وتبقى المسؤولية التاريخية في الأخير ملقاة على عاتق هؤلاء الذين يتركون مشاكل المدينة تتوالد وتتكاثر. فمتى تعرف مدينة قلعة السراغنة طريقها نحو الحضارة والتمدن ؟