لماذا سيكرر 26 ألف تلميذ فصولهم في سلك الإبتدائي بسوس خلال الموسم الدراسي الجديد؟ 

لماذا سيكرر 26 ألف تلميذ فصولهم في سلك الإبتدائي بسوس خلال الموسم الدراسي الجديد؟  مدير أكاديمية سوس في حفل التميز للموسم الدراسي 2022/2021
أفادت معطيات إحصائية لدى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن ما يقارب 26 ألف تلميذة وتلميذ سيكررون في سلك التعليم الابتدائي بجهة سوس ماسة، حيث رصدت الوزارة أعلى مؤشرات التكرار الصّادم  والمقلق في السنة أولى ابتدائي بنسبة 12 في المائة من مجموع التلاميذ بهذا المستوى الدراسي، وفي المستوى الرابع من سلك التعليم الابتدائي بنفس نسبة التكرار.
 
وبحسب المعطيات ذاتها التي حصل عليها موقع "أنفاس بريس"، فإن حوالي 6300 تلميذة وتلميذ سيكررون في السنة أولى ابتدائي خلال الموسم الدراسي 2022/2023، فيما نحو 3200 تلميذة وتلميذ في المستوى الرابع ابتدائي، من مجموع ما يقارب 26 ألف تلميذة وتلميذا مكررين لفصولهم الدراسية في شتنبر 2022، وهو ما يعني أيضا أن حوالي ثلث المكررين ينتسبون للمستويين الأول ابتدائي والرابع ابتدائي من مجموع التلاميذ المكررين بهذا السلك لوحده، ما يعادل 1040 قسما كاملا في التعليم الابتدائي في سوس ماسة به تلاميذ مائة بالمائة مكررون.
 
ويشرح محمد شكري، وهو خبير تربوي لأكثر من 34 عاما، أن هذا خلل بيداغوجي وتربوي فارق يتطلب من المسؤولين مراجعة رؤيتهم التربوية إن وجدت، ويؤكد مرة أخرى أن كل الأرقام المعلنة حول مؤشرات التمدرس بالتعليم الأولي ذهبت سدى. وهو ما تزكيه مؤشرات التكرار والفشل الدراسي في السنة أولى ابتدائي، وهو أول قسم بهاته المرحلة".
 
 وأوضح الخبير التربوي في توضيحاته لموقع "أنفاس بريس"، أن "مؤشر السنة الرابعة ابتدائي يؤكد فشل منظومة التربية والتكوين بسوس ماسة في تفعيل المقاربة البيداغوجية للتناوب اللغوي التي اعتمدت خلال الثلاث سنوات الماضية، وصرفت فيها الملايين في التكوينات والتعويضات الأكل والتغذية والتنقلات، غير أنها هدرت لنها لم تثمر. وربما سيكون الأمر مماثلا لباقي المستويات التي يتعثر فيها التلاميذ وهم في السلك الابتدائي".
 
ودعا الخبير التربوي المسؤولين لـ"أن يتداركوا الضوع قبل فوات الأوان، لأن القطاع هو المسؤول الأول عن التربية والتعليم، ولا يمكن أن تتحقق الجودة بشعارات وخطابات وصور منمقة على الفايسبوك، بينما الجودة فعل بيداغوجي يمارس ولا يدرس، فيداس. وهو ما تكذبه الأرقام التي تعريها نسبة النجاح في هذا السلك، وتعري التسابق والهرولة نحو ما يسمى مخططات الدعم التربوي التي لا طائلة من ورائها سوى أنها على الورق لا علاقة لها بالواقع المؤسساتي والفصيل لهؤلاء التلاميذ، عمق جراحه سوء التخطيط والبرمجة بتأخر البناءات المدرسية في كل المواقع التربوية، مما أنتج سوء توزيع الموارد البشرية وسط سوء تدبيرها. وهو ما سينتج أيضا آفات  ومعضلات لا تربوية يصعب لملمة جراحها اليوم وغدا فتصير أجيال ضحايا بلا محاسبة ولا مساءلة"، يرشح الخبير التربوي شكري.