علي الحريشي: المغرب يسير بخطى تابثة لطرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي

علي الحريشي: المغرب يسير بخطى تابثة لطرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي د.علي الحريشي، عميد معهد العلوم السياسية
يرى د.علي الحريشي، عميد معهد العلوم السياسية بجامعة مونديابوليس بالدار البيضاء أن المغرب يواصل منذ قمة الاتحاد الإفريقي في كيكالي عام 2016 مسار كسب تأييد مزيد من البلدان الإفريقية من أجل طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، مضيفا في حوار مع "أنفاس بريس" استفاد من مكاسب الدبلوماسية البراغماتية والهادئة والتي تنظر الى العلاقات مع جميع بلدان العالم بمنظار مغربية الصحراء ومن موقعه الجيوسياسي.

 
كيف تقرأ تناسل فتح القنصليات وسحب الاعتراف بالبوليساريو من طرف عدد كبير من البلدان الإفريقية؟ وماهي آفاق حسم النزاع الإقليمي في الصحراء المغربية وطي الملف بشكل نهائي؟
أولا ينبغي التنويه بالمكانة المتميزة التي يتمتع بها المغرب في القارة الإفريقية، والدور القيادي والريادي الذي يقوم به، ودوره المحوري في القارة الإفريقية. فعلا المغرب اليوم حقق العديد من الانتصارات المتتالية في القارة الإفريقية وفي العالم، فيما يتعلق بالقضية الوطنية، وذلك بفتح العديد من القنصليات في الأقاليم الجنوبية، ويتعلق الأمر بدول إفريقية ودول عربية ودول من آسيا ومن قارات أخرى، وأيضا هناك اعتراف صريح للولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا وألمانيا بمغربية الصحراء، وهي نتيجة لتبني المغرب لدبلوماسية واقعية وبراغماتية وهادئة، حيث أن المغرب يعمل على تنمية الاقتصاد الوطني واقتصاد القارة الإفريقية، وأعتقد أن طي ملف النزاع الإقليمي بشأن الصحراء المغربية ستحقق قريبا ان شاء الله .
 
ماهي أبرز التدابير والخطوات التي يمكن أن يقدم عليها المغرب في الفترة الحالية من أجل قطع الطريق على مناورات البوليساريو وحليفتها الجزائر؟
لابد من الإشارة الى أن أول ما قام به المغرب في ما يتعلق بالتدابير هو الرجوع الى مكانته الأصلية، مكانة القيادة والريادة في الاتحاد الإفريقي، وهذه كانت أهم المكاسب التي حققها المغرب بعد عودته الى الاتحاد الإفريقي. وجوابا عن سؤالكم، فإن أهم التدابير التي قام بها المغرب من أجل طرد هذا الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي، كانت منذ عام 2016 في قمة الاتحاد الإفريقي في كيكالي حيث تم توجيه اقتراح بدعم من 28 دولة عضو الى رئيس المنظمة القارية آنذاك والذي يدعو الى تعليق وطرد الجمهورية الوهمية ووقع على هذا الاتفاق دول لها وزن ثقيل مثل الغابون والسنيغال وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي أكتوبر2021 نظم معهد السلم ودراسات النزاعات بشراكة مع مؤسسة تانزانيا للسلام ندوة اقليمية بدار السلام بتانزانيا وعرفت مشاركة عدة دول إفريقية وشخصيات سياسية مهمة، وقد تم التأكيد خلال هذه الندوة على مواصلة نفس النهج  أي  طرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي، وتم خلال الندوة التأكيد على أنه وقع خطأ جسيم سنة 1984 من طرف منظمة الوحدة الإفريقية أي أثناء الحرب الباردة وبايعاز من الجزائر وليبيا بإدخال الجمهورية الوهمية الى الاتحاد الإفريقي. اذا فيما يتعلق بتفعيل طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي هناك الاقتراح الذي تم تقديمه في كيكالي عام 2016 من طرف 28 دولة إفريقية، وهنا يمكن العودة الى القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي والذي يتطرق الى مسألة سحب العضوية، وخاصة المادة 30 التي تنص على أنه لا يجوز  للحكومات التي تتولى السلطة بوسائل غير دستورية المشاركة في أنشطة الاتحاد ، والمادة 31 التي تنص على إمكانية مغادرة عضو الاتحاد الإفريقي طواعية، والمادة 32 التي تنص على إمكانية تعديل النص التأسيسي للاتحاد الإفريقي ويجوز لأي دولة أن تتقدم بمقترحات للتعديل أو التنقيح أمام مؤتمر الاتحاد الإفريقي والذي يمكن فحصه ويتم اعتماده من طرف أوسع الدول إما بتوافق أو بأغلبية الثلثين ( 36 دولة ) والمغرب قد انطلق من مقترح ابعاد وطرد الكيان الوهمي بدعم من 28 دولة عام 2016، ويمكننا مواصلة نفس المسار من أجل الوصول الى 36 دولة من أجل التقدم بمقترح طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي.
 
انطلاقا من المعطيات التي ذكرت ماهي طبيعة الجهود التي ينبغي أن يركز عليها المغرب في المرحلة المقبلة؟
كما أشرت في البداية، فالمغرب له دور قيادي في القارة الإفريقية، وله دور محوري في العلاقات الدولية، نظرا للمكانة الطبيعية التي يتمتع بها ونظرا للجغرافية السياسية التي تجعل المغرب يلعب هذا الدور المحوري في العلاقات الدولية. المغرب اليوم حقق العديد من المكاسب بديبلوماسية واقعية وهادئة تمكن من خلالها من تأكيد مغربية الصحراء سواء إقليميا على مستوى القارة الإفريقية أو في محيطه المتوسطي والعالمي، الدول الإفريقية التي كانت منخدعة بأكاذيب الجيران مع الأسف شرعت الآن في تقييم هذا النزاع الذي قامت به الجمهورية الوهمية وشرعت في سحب الاعتراف. لابد من التأكيد أيضا أن المغرب يؤمن بالعلاقات جنوب – جنوب أي تحقيق تنمية ينتفع بها الجميع وخاصة مع البلدان الإفريقية، وفي نفس الوقت فالمغرب يشكل جسرا بين إفريقيا وأوروبا والعالم، والمغرب اليوم يحظى بثقة الدول الإفريقية وعدد من الدول المهمة داخل الاتحاد الأوروبي، ولا ننسى أيضا علاقات المغرب بالبلدان العربية وبلدان الخليج والتي ذكرها الملك في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب، اذا المغرب يسير في المسار المناسب للوصول الى طي هذا الملف بشكل نهائي، فالمغرب لايرى العلاقات مع أي دولة إلا بمنظارمغربية الصحراء.