بدر سعيد: سبعة مفاتيح لفهم خصائص الإدارة الحديثة

بدر سعيد: سبعة مفاتيح لفهم خصائص الإدارة الحديثة بدر سعيد
مع التقدم الحديث وظهور علوم إدارة الأعمال وخطط واستراتجيات المؤسسات و الشركات، ظهرت معايير جديدة تساهم في النهوض بالمؤسسة وتحقيق أهدافها بشكل أكبر ضمن منظومة حديثة أطلق عليها خبراء إدارة الأعمال اسم “الإدارة الحديثة”. 
وتتميز الإدارة الحديثة عن غيرها من الإدارات التقليدية بعدد من السمات والخصائص التي تصب في مصلحة سير العمل وإرضاء العملاء بقدر الإمكان، ومن تلك الخصائص ما يلي:
 
1- المرونة: المرونة مصطلح يعني اللين واليسر وعدم الجمود والتزمت في التعامل مع الأمور، ومن خصائص الإدارة الحديثة أنها مرنة من حيث التصرف والإستجابة للتغيرات المحيطة بالمنظمة والتعامل مع الزبناء وتيسير الحصول على متطلباتهم على اختلاف نوعها.ونجد المرونة تلك منتشرة بكثافة لدى الإدارات الحديثة في مختلف المجالات بحيث تجعلها أكثر سرعة لمعالجة السلبيات والأخطاء،وكذلك أكثر سرعة من حيث التغير والتعامل مع كل مقترح واستشارة وشكوى جديدة تصل للإدارة؛ الأمر الذي يسهم في الدفع بالمؤسسة لمزيد من الرقي والتقدم.
2- الإعتماد على المعلومات والمعارف: لا شك أن الإدارة المبنية على علوم ومعارف وخبرات يتوفر لها نصيب كبير من النمو والإرتقاء؛ فالمعلومات والمعارف تمثل ركيزة أساسية للعمل الإداري والقدرة على وضع خطط واستراتيجيات مناسبة وتوجيه فريق العمل وتوقع كل طارئ قد يُسْتَجَد في خط سير المؤسسة.
3- الإهتمام بالعنصر البشري: رغم أن التطور الحديث أظهر تقنيات وتكنولوجيات متطورة للغاية تحل محل العامل، إلا أن الإدارات الحديثة تهتم جدا بالعنصر البشري وأنشأت إدارات مخصصة للموارد البشرية تعمل على تطوير مهارات العامل وكفاءاته وتؤهله للقيام بالتكليفات الموكلة إليه.
4- وضع استراتيجية: تعتبر الخطط والإستراتيجيات أساس أي عمل إداري من أجل تحديد إطار عام لسير العمل بتوقيتات وأهداف وغايات وشخصيات وتكليفات محددة، بينما العمل السطحي والعشوائي لا يزيد المؤسسة إلا تدهورا وانهيارا.
5- التعاون في أداء المهام: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم إنجاز الأعمال والمهام والإلتزامات التي يتطلبها سيرالعمل، دون أن يكون هنالك تضامن وتعاون بين الموظفين بعضهم وبعض،وبين الموظفين والإدارة، وبين الموظفين والزبناء،وبين الإدارة والشركات المنافسة.
6- التقييم الدوري والرقابة الذاتية: لكي يتم النهوض بأي مؤسسة لابد من التقييم الدوري والمتابعة والإشراف والرقابة الجادة على أعمالها وأنشطتها، والتقييم الذاتي للمؤسسة حتى وإن كان سلبيا، إلا أنه افضل كثيرا من التعرض لتقييمات الشركات المنافسة والتقليل من مكانة المؤسسة.
وعندما تقيم المؤسسة نفسها فإنها بذلك تنقذ نفسها لكونها ترغب في السير على الطريق الصحيح، وتشجع العاملين على الجد والاجتهاد.
7- تنظيم سير العمل حسب رغبات العميل: لم تعد إدارة المؤسسات كما في الماضي عبارة عن خطة جامدة موضوعة ترغب المؤسسة  في تنفيذها دون أية اعتبارات جانبية لمدى قبول أورفض الزبناء، بل في الإدارة الحديثة تسعى المؤسسة للتعرف على رغبات الزبون ووضع أسس ومعايير وضوابط جادة لتنفيذ متطلباته، بحيث يستشعر أن الشركة تعمل بكل جد من أجله هو وفقط.كما ابتدعت في سبيل ذلك الكثير من الانظمة والأقسام التي تضمن تحقيق أهداف الزبون ومطالبه وتتواصل معه بشكل دوري كأقسام العلاقات العامة وأقسام التسويق،وغيرهم من المكلفين بمناقشة ودراسة الشكاوى والاقتراحات والمذكرات المرسلة من العملاء.
 وبعد فإن كل تلك الخصائص والمعايير إن توفرت في إدارة شركة ما سيضمن لنا النهوض وتحقيق النجاح ولكن يجب بالطبع مع ذلك العمل على إنتاج سلع ومنتجات ذات جودة أو خدمات ذات جودة تستحق جذب انتباه الزبناء ونيل رضاهم، ويمكن ضمان تنفيذ تلك الخصائص والسير على نهجها عبر وضع قانون محدد للثواب والعقاب يطبق داخل المؤسسة بكل جدية دون استثناء لأي كان مهما كان منصبه .ومع هذا كله لا يمكن أن نغفل دور رقمنة المعاملات من أجل الشفافية وتسهيل المساطر والإجراءات الإدارية.
بدر سعيد خبير في الحكامة