سالم عبد الفتاح: اختلاس المساعدات الإنسانية يؤزم الوضع في مخيمات تندوف ويسائل منظمةغوث اللاجئين

سالم عبد الفتاح: اختلاس المساعدات الإنسانية يؤزم الوضع في مخيمات تندوف ويسائل منظمةغوث اللاجئين محمد سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بالعيون
تعيش مخيمات تندوف خلال الأيام الأخيرة على وقع اضطرابات واحتجاجات قوية ومتفاقمة بعدما ازدادت حدة المشاكل المتعلقة بالأمن الغذائي وانتشار مختلف أنواع الجريمة والمخدرات. وباتت ساكنة مخيمات تندوف تعيش مختلف مشاعر الغضب والإحتقان ضد جبهة البوليساريو المستقيدة الأولى من الوضع، وأضحت واجهة دولية مفضوحة لاختلاسات المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي للسكان المحتجزين.
وتعالت الأصوات المنددة والمطالبة بمحاسبة قادة الرابوني، وتدخل المنتظم الدولي بعدما تبين للجميع ما تقوم به الجبهة الإنفصالية من تحويل للمساعدات الإنسانية من أجل مراكمة الثروات لإقامة عدد من المشاريع الضخمة، لخدمة المصالح الشخصية لإبراهيم غالي ومن معه من قادة الانفصال وأبنائهم، بدعم من قصر المرادية..
وفي هذا الإطار، أوضح  محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح إعلامي “أن السياقات الدوليه المرتبطه بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات جائحة كوفيد 19، تساهم بشكل واضح في مفاقمة الوضعية الإنسانية المزرية التي تعيشها ساكنة مخيمات تيندوف، حيث ترتب عنهما ندرة المواد الغذائية وزيادات مهولة في أسعارها على المستوى الدولي، ما انعكس على قدرة الهيئات الدولية المعنية بتوفير المساعدات الإنسانية لقاطني تندوف.
واعتبر سالم عبد الفتاح أن العامل الأساسي في القضية والذي يساهم في تدهور الأوضاع الإجتماعية في مخيمات تندوف هو الفساد المستشري المرتبط بعملية توزيع المساعدات الانسانية، حيث تتورط قيادة البوليساريو في المتاجرة والربح من ورائها، ونسج مجموعة من العلاقات الوطيدة مع عصابات الجريمة المنظمة التي بات نفوذها يتصاعد في تندوف، فضلا عن توظيف المساعدات الإنسانية المنهوبة ضمن خطوط الإمداد الخاصة بالجماعات المسلحة المتمركزة في بلدان الساحل.
ويرى المحلل السياسي  سالم عبد الفتاح بأن هذا الوضع المتازم في مخيمات تندوف ينعكس بصورة واضحة على مستوى الوضع الأمني، ويكرس في نفس الوقت لدور جبهة البوليساريو كعامل أساسي في تهديد استقرار المنطقة مضيفا بأن ”الدولة الجزائرية تتنكر للمسؤوليات الملقاة على عاتقها،والمرتبطة بمن يفترض انهم لاجئون بتندوف التي تدخل ضمن ترابها الاقليمي، علاوة على حرمان ساكنة المخيمات من كافة الحقوق المترتبة على وضعية اللجوء، ويتم التضييق على حريتهم في التنقل وتصادر حرياتهم المدنية والسياسية في ظل تفويض غير قانوني لسلطة تدبير المخيمات للبوليساريو.
وأكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان على ان هذا الوضع الاجتماعي والأمني المتأزم بالمخيمات، يطرح النقاش من جديد في الأوساط الدولية المعنية حول المطالب المتعلقة بضرورة الإشراف المباشر لـ (منظمة غوث اللاجئين) على مخيمات تندوف، وعلى ضرورة تفكيكها، وإمكانية النظر إليها في ظل تصاعد المخاطرالأمنية المرتبطة بتغلغل الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة في تندوف..