أهمية التبليغ في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات

أهمية التبليغ في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ميمونة السيد (يسارا) إلى جانب بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان
أوضحت ميمونة السيد، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة أهمية التبليغ في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات.
جاء ذلك ضمن أشغال ندوة في الموضوع ذاته، بمقر اللجنة مساء الخميس 8 شتنبر 2022.
وأضافت الرئيسة ميمونة السيد، أن أهمية الموضوع تكمن في كون بقاء نسب كبيرة من النساء والفتيات ضحايا العنف بمختلف أنواعه دون الولوج لطلب الإنصاف، وذلك لاعتبارات وعوامل عديدة، منها ما يمكن تحييده أو التقليل من تأثيره إذا ما تم تشجيع ثقافة التبليغ عن الانتهاك خاصة عند التعرض للعنف، وهو ما يعني في الطرف الآخر من المعادلة محاربة الإفلات من العقاب.
وكشفت ميمونة السيد بأن اللجنة الحقوقية بصدد إنجاز دراسة ميدانية حول الظاهرة تستهدف عينة من النساء وتهدف إلى استجلاء العلاقة بين عدم اللجوء للتبليغ والوعي الحقوقي والقانوني لذا النساء.
وفي معرض المداخلات، استعرض حميد اشكيريدة، عضو اللجنة عن هيئة القضاء، الأهمية الكبيرة التي يلعبها التبليغ والولوج للعدالة في محاربة الظاهرة الإجرامية ومنها العنف ضد النساء والفتيات، وبين في مداخلته التي حملت عنوان "أهمية التبليغ في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات"، الآليات المتاحة للتبليغ والمواكبة والتكفل بالنساء ضحايا العنف على ضوء المنظومة القانونية بالمغرب. كما أوضح العقوبات المنصوص عليها حسب خطورة الفعل المرتكب نظرا لاختلاف أنواع العنف وبالتالي تفاوت درجة الضرر الذي يلحق المرأة. 
من جهته تناول البشير تيروز، عضو اللجنة عن هيئة المحامين، الصعوبات التي تواجه الترافع في قضايا النساء والفتيات ضحايا العنف، والتي منها يتصل بصعوبات تتعلق بإثبات الأفعال المنسوبة، وأخرى متصلة بتنازل النساء عن القضايا، تحت تأثير ضغوط مختلفة. 
وأبرز المتدخل بأن التشريع المغربي في حاجة إلى إصلاحات تيسر طلب الإنصاف للمرأة أو الفتاة المعنفة، إضافة إلى أهمية النهوض بثقافة احترام حقوق الإنسان وإذكاء الوعي بآليات الانتصاف، عبر مختلف الوسائل الميسرة لذلك، كالمناهج والبرامج التعليمية والمضامين الإعلامية والتعابير الفنية، على اعتبار أن الوعي بالحقوق هو منطلق بلوغ فعليتها.
وبالنسبة للأخصائية والمعالجة السوسيولوجية حنان الشاوي، فقد تناولت في مداخلتها التي حملت عنوان "المسببات والآثار النفسية لعدم التبليغ عن التعرض للعنف على الفرد والمجتمع"، المسببات النفسية التي قد تدفع النساء والفتيات إلى السكوت عن التعرض للعنف وتفضيل عدم التبليغ رغم استمرار التعرض للعنف على أن تلجا لطلب الإنصاف، وأوضحت ما لذلك من تأثير هدّام وسلبي على الفرد والمجتمع قد يكون من أشكاله العزلة وإعادة إنتاج العنف وأحيانا أخرى العنف المضاد الذي قد يكون أخطر سواء تجاه الآخر أو الذات. كما أبرزت من خلال أمثلة سريرية الانعكاسات التي تبرز على الأطفال الذين يعيشون في أسر تتعرض فيها الأم لتعنيف الزوج، والتي تبرز أهمية المواكبة النفسية والتربية الوالدية في التقليل من الظاهرة.
وفي المناقشة العامة استعرض المتدخلون نماذج وأمثلة عن صعوبات تواجه النساء اللواتي يتعرضن للعنف أولها ضعف الوعي الحقوقي والقانوني لديهن، وتأثير الثقافة السائدة وتفضيل صالح الأطفال والأسرة أو هاجس الموارد المادية لإعالة الأطفال في حالة التفكك الأسري.
وقد أعقب الندوة حفل توقيع شراكة مع كل من جمعية طيبة للأعمال الاجتماعية وجمعية زاد ناس للمرأة والطفل، تتمحوران حول الرفع من قدرات العاملين في مجال الدفاع عن النساء والفتيات ضحايا العنف ومراكز التكفل بهذه الفئة، وإذكاء الوعي الحقوقي والنهوض بثقافة احترام حقوق الإنسان. 
ويذكر بأنه وفي نفس السياق، قد نظمت اللجنة مساء نفس اليوم اجتماعا تواصليا مع الجمعيات العاملة في المجال تناول الانصات للصعوبات التي تصادفها عند معالجة حالات نساء أو فتيات ضحايا العنف، وسبل تذليل هذه الصعوبات.