إرهاب المنتخبين لا يقل فظاعة عن إرهاب داعش !

إرهاب المنتخبين لا يقل فظاعة عن إرهاب داعش ! عبد الرحيم أريري
في الوقت الذي لم يجف فيه بعد المداد الذي تناولت فيه صحف ومواقع عديدة فاجعة مقتل سائحة فرنسية بالداخلة التي نهشت لحمها كلاب ضالة، هاهي مراكش تتحول هي الأخرى إلى مسرح لفضيحة جديدة تتجلى في سقوط سائحة أجنبية في حفرة كادت أن تلفظ فيها أنفاسها، لولا تدخل سكان بالمدينة القديمة بمراكش وانتشلوا السائحة من موت محقق، تم على إثرها الاتصال بالإسعاف الذي نقل السائحة إلى المستشفى.
 
تناسل هذه الفضائح ينهض كمبرر للتساؤل : متى يخلق المغرب مكتبا للتحقيقات القضائية ( بسيج مكرر)، يكون مختصا فقط في ملاحقة إرهاب المنتخبين ورؤساء الجماعات الترابية، الذين يتسببون بفشلهم في الإساءة لسمعة السياحة بالمغرب. على غرار "البسيج" المختص في تجفيف المغرب من مشاتل الإرهاب ومن الذئاب المتطرفة.
 
من العار أن يبذل أطر وموظفو "الديستي" و"البسيج" مجهودا كبيرا لتفكيك خلايا الإرهابيين ونسف مخططات المتطرفين بشكل يساهم في تسويق صورة عن مغرب آمن، عكس دول أخرى تعيش قلاقل وتوترات دائمة، وبالمقابل يتم "ضرب" كل هذا المجهود "في الزيرو"، بسبب تقاعس منتخب أو رئيس جماعة، أو وزيرة حتى ( حالة عمدة مراكش، يا حسرة)، عن تحمل كامل مسؤولياتهم في الحفاظ على نصاعة صورة المغرب.
 
وأخشى أن يتم التعامل مع المغرب بمثل ما حدث للممثل العالمي الراحل شارل برونسون، الذي تعرض لاعتداء إجرامي لما كان في زيارة سياحية للمغرب، ولما عاد لبلده أنجز فيلم "Le justicier"، فيصبح المغرب أضحوكة العالم في السينما بأفلام تهكمية ومشوهة لصورة بلدنا: فهذا قد ينتج فيلما عن نهش الكلاب الضالة لسواح بالمغرب، وذاك يمول فيلما عن تناسل سقوط السياح في حفر غير مسيجة ومضاءة بمراكش أو فاس، وثالث سينجز فيلما عن تسمم سياح في مطعم بمدينة مغربية، ورابع قد يكون سببا في الإلهام لإخراج فيلم عن وفاة سياح بسبب سقوط أعمدة الإنارة العمومية، وهلم جرا.
 
فإذا أسقطنا مغاربة العالم من الإحصاء، فبالكاد سيجد المغرب فرصة لجذب سياح آخرين، إذا استمر مدبرو مدننا في هذا الاستهتار والتحلل من المسؤولية، وإذا استمر المغرب في التهرب من ربط المسؤولية بالمحاسبة.