وزير سابق: الرئيس التونسي تجاوز الخط الأحمر باستقباله زعيم الانفصاليين 

وزير سابق: الرئيس التونسي تجاوز الخط الأحمر باستقباله زعيم الانفصاليين  الوزير المغربي السابق لحسن حداد (يسارا) والرئيس التونسي
أكد الرئيس المشارك للجنة البرلمانية المشتركة المغرب- الاتحاد الأوروبي، لحسن حداد، أن الرئيس التونسي قيس سعيد تجاوز، باستقباله الرسمي لزعيم الانفصاليين، الخط الأحمر مع المغرب الذي يعتبر الصحراء قضية وطنية مقدسة. 
 
وذكر حداد، عضو مجلس المستشارين، في عمود نشره يوم السبت 27 غشت 2022 على موقع (أتالايار.كوم)، أن المغرب اعتبر قرار تونس بدعوة زعيم الميليشيا الانفصالية "البوليساريو" إلى القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) "عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي".
 
وأضاف وزير السياحة السابق أن هذا القرار أثار غضبا وردود فعل قوية من المغاربة في جميع أنحاء العالم الذين لجأوا إلى منصات التواصل الاجتماعي للتنديد بهذا التصرف السلبي لدولة صديقة بطبيعتها، وتربطها بالمغرب علاقات تاريخية وسياسية وثقافية قوية.
 
وأوضح أن قضية الصحراء "تعتبر موضوعا حساسا للغاية بالنسبة للمغاربة ومسألة حياة أو موت لأغلبيتهم"، مشيرا إلى أن المغاربة يعتبرونها جزءا من نسيجهم الوطني ومن تاريخهم وأنه المنظار الذي من خلاله يقيمون علاقتهم مع العالم الخارجي.  وبحسب حداد، فإن ما يفسر غضب المغاربة، سواء من الحكومة أو من الرأي العام، هو أن تصرف الرئيس قيس سعيد "ليس حدثا منفردا أو خطأ دبلوماسيا عرضيا، ولكنه تتويج لما يعتبرونه تصرفات سلبية منذ توليه السلطة في العام 2019".
 
ومن خلال تعاليقهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد المغاربة أن المملكة اتخذت مبادرات جادة وصادقة لتعزيز التعاون مع تونس في مختلف المجالات، لاسيما الرسائل التي بعث بها الملك محمد السادس إلى الرئيس التونسي بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وبناء اتحاد المغرب العربي، مضيفا أن المغاربة يستحضرون أيضا الطريقة التي زار بها الملك تونس في العام 2016، غداة الهجمات الإرهابية التي دمرت قطاع السياحة، أحد ركائز الاقتصاد التونسي. وسجل حداد أن الملك أظهر تضامنه الحقيقي مع تونس حكومة وشعبا، حيث تجول في شوارع تونس والتقط صورا مع المواطنين العاديين ليبعث برسالة إلى العالم مفادها أن تونس آمنة. علاوة على ذلك، يضيف المتحدث، عندما شهدت تونس طفرة في الإصابات بكوفيد-19 خلال صيف 2021، أرسل المغرب بسرعة الإمدادات الطبية في 13 يوليوز 2021 للمساعدة في تخفيف الأزمة. 
 
وتابع المسؤول الحكومي السابق بالقول إنه رغم كل بوادر النوايا الحسنة من جانب المملكة، فإن المغاربة، الذين عبروا عن سخطهم على تويتر وفيسبوك وإنستغرام، لاحظوا كيف أن تونس أصدرت في السنوات الأخيرة سلسلة من الإشارات والمواقف السلبية المعادية للمغرب. وأكد أن "الرئيس التونسي وضع حدا لكل أوجه التعاون مع المغرب"، مشددا على أن المغاربة صدموا العام الماضي عندما تبنت تونس، في 29 أكتوبر 2021، موقفا سلبيا في مجلس الأمن أثناء التصويت على القرار رقم 2602 حول الصحراء المغربية. 
 
وختم حداد بأن الحكومة المغربية والأحزاب السياسية المغربية والرأي العام بشكل عام، اعتبر أن دعوة الرئيس التونسي والاستقبال الرسمي لزعيم الانفصاليين، رغم معارضة اليابان، يشكل عملا عدائيا يقوض العلاقات القوية التي لطالما ربطت الشعبين المغربي والتونسي اللذين يجمعهما تاريخ ومصير مشترك.