قال الصحافي وعالم الاجتماع الإسباني، باولينو روس، المتخصص في الهجرة، إن المغاربة ساهموا، على امتداد 40 سنة، في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لمنطقة مورسيا الإسبانية.
وأضاف روس، الذي سيقدم دراسته حول مغاربة "توري باتشيكو"، في المهرجان 4 لمغاربة العالم (11-14 غشت في إميلشيل) بمبادرة من "جمعية التبادل التضامني بين الشمال والجنوب" في بوردو وجمعية "خيام إميلشيل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، أن الجالية المغربية استقرت، خلال الأربعين سنة الماضية، استقروا بشكل رئيسي في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة، وخاصة في مورسيا وألميريا، وهما منطقتان معروفتان بنشاطهما الفلاحي الذي استقطب العديد من المغاربة، منذ الثمانينيات.
وتابع المتحدث في حوار أجراه معه موقع "با بلادي" باللغة الفرنسية، أن "توري باتشيكو"، التي ينحدر منها، مدينة يمثل المغاربة فيها ما يقرب من نصف سكانها. غير أنهم يعانون من صعوبة الاندماج، لعدم وجود نهج سياسي لتحقيق هذا الهدف.
وتابع باولينو روس أن مستوي تعليم معظم المغاربة المقيمين في "توري باتشيكو"، منخفض، وأنهم ينحدرون من مناطق لم تشهد تنمية اقتصادية كبيرة. "لقد جاؤوا إلى إسبانيا للعمل، ولتحسين وضعهم وحالة أسرهم، وأصبحوا، من خلال عملهم، ركيزة أساسية لاقتصادنا المحلي والوطني. لهذا السبب أطلقت عنوان دراستي عن المغاربة الذين غيروا "توري باتشيكو" و"مورسيا". لقد غيروا مجتمعنا نحو الأفضل ، وجلبوا تنوعًا ثقافيًا وقوة عمل عظيمة".
وطالب عالم الاجتماع الإسباني بمواجهة "خطاب الكراهية التافه" ضد المغاربة، من خلال العمل الميداني، وأيضا من خلال الصحافة وعلم الاجتماع. لافتا الانتباه إلى أن العديد من الإسبان أصبحت لديهم روابط عائلية مع المغاربة. وقال: "تزوجت أختي من مواطن مغربي، ولها منه أبناء أشعر بالتعايش معهم، ومع مخاوفهم وتطلعاتهم التي عرفتها عن كثب منذ أربعين عامًا وحتى أكثر من ذلك. أشعر بقلق مضاعف - بل وثلاثي - من الأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم يوميًا". وتابع: "ما أشرحه في دراستي هو أن لدى العديد من الأمهات المغربيات أطفال ولدوا في إسبانيا، وأن هؤلاء الأطفال مواطنون إسبان يجب أن لا يرافقهم، في تطورهم الشخصي، شعور بأنهم أجانب في بلدهم".
وذهب باولينو روس إلى أن الحكومات المحلية والوطنية تعمل تكسير هذا الاندماج بإنشاء مدارس لأكثر من 90٪ من أطفال المهاجرين المغاربة فقط، وهو الأمر الذي يثير، في نظره، مسألة الهوية والتوتر والاندماج في النسيج الاجتماعي. ذلك أن "أطفال هذه المدارس يعتبرون أنفسهم إسبان أولاً. فهم يتحدثون الإسبانية بطلاقة، والقليل جدًا منهم يتحدث اللغة العربية، بل قد لا يتحدث بها على الإطلاق. كما أنهم يعرفون ثقافة البلد تمامًا، ومع ذلك يتم تمييزهم عن زملائهم على أساس أنهم "موروس".."، يقول الباحث.
وبخصوص نشاط المغاربة كما هو مثبت في الدراسة، يقول باولينو روس، إنهم يعملون بشكل رئيسي في الفلاحة والبناء، لكن الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة يذهب إلى المدارس، بل حتى إلى الجامعات، مما يعني أن أبناء المهاجرين باتوا يجدون طريقهم إلى مهن أخرى غير العمل اليدوي. فهم، الآن، موظفون وباحثون وكتاب ومحامون وأطباء وأكاديميون وتقنيون وعلماء ".