حسن شاكر:عندما أطلقت الجالية المغربية بإيطاليا على مدينة نابولي اسم "العَلْوَة"!!

حسن شاكر:عندما أطلقت الجالية المغربية بإيطاليا على مدينة نابولي اسم "العَلْوَة"!! حسن شاكر
انعقد بمقر المكتب التنفيذي لمؤسسة جذور لمغاربة العالم بسطات لقاء تواصلي، في هذا الإطار التقت "أنفاس بريس" بالإعلامي والباحث في شؤون الهجرة، من أبناء الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، حسن شاكر وطلبت وجهة نظره بخصوص التمايز الملحوظ في تعامل الدولة مع أفراد الجالية بإيطاليا وإسبانيا بالمقارنة مع ما يحظى به أفراد الجالية من كندا وامريكا و ألمانيا وبلجيكا وفرنسا.. إلخ، على الرغم من أن المغاربة بإسبانيا وإيطاليا يقارب عددهم مليون ونصف فرد ويمثلون بذلك ثلث مغاربة العالم، ويضخون ملايير عديدة في خزينة الدولة. وكيف يمكن تنبيه الدولة المغربية إلى هذه المفارقة خاصة وقد سجل بأن حقوق المغاربة تبعا للاتفاقيات التي أبرمها المغرب مع دول "الحظوة " المذكورة ليست هي نفس الحقوق والمميزات التي ابرمها المغرب بخصوص جالية إيطاليا واسبانيا وكمثال على ذلك الضرائب المزدوجة، والتقاعد، التجمع العائلي، وكيف اغفلت الحكومة المغربية الجانب المتعلق" بالأمن الاتفاقي "الذي يضمن الحقوق التامة للمغاربة المقيمين بإسبانيا وإيطاليا على غرار أشقائهم بدول الاستقبال الأخرى؟
 
أوضح حسن شاكر أنه يجدد مرة أخرى وجهة نظره التي عبر عنها قبل مدة، والتي ذكر فيها بأن جالية إيطاليا لا تشبه باقي الجاليات المغربية بالمهجر وأن كانت الجاليات المغربية تجمعها قواسم مشتركة تتعلق بالوطن و الهوية والدفاع عن الثوابت الوطنية ، فإنها تختلف في مكتسباتها و في ترتيب أولوياتها، ومختلفة في قوانين الهجرة الخاصة ببلدان الاستقبال ، كقوانين الجنسية التي تختلف من بلد الى آخر، وقوانين الاندماج الاجتماعي والتغطية الصحية ونظام التعليم وقانون الشغل فالجنسية الإيطالية مثلا هي من بين الأصعب في أوروبا..لكن بالمقابل في إيطاليا لا توجد "غيتوهات "سكنية خاصة بالجاليات.
كما أنه في الوقت الذي يتم فيه توافد أفواج من المعلمين بكل سلاسة لتعليم أبناء الجاليات الكلاسيكية... نجد ابناء مغاربة ايطاليا محرومون من هذه الخدمة..إضافة أيضا إلى أنه بينما تخصص الملايين من الاورو لتأطير الشأن الديني بدول الجاليات الكلاسيكية. تُخصص مبالغ أقل بكثير لتأطير الشأن الديني لمغاربة إيطاليا.. وفي نفس السياق تستحوذ بعض الجاليات على حصة الأسد في التعيينات بالهيئات أو مجالس الحكامة رغم أن عدد مغاربة ايطاليا قـد يفوق بكثير تلك الجاليات..
واستطرد الباحث في شؤون الهجرة مذكرا بانه انتقل العديد من مغاربة إيطاليا إلى دول اوروبية كألمانيا وفرنسا وبلجيكا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية..ومنهم من عاد إلى ايطاليا و منهم من فضل الاستقرار هناك بحكم تمتعه بالجنسية الإيطالية أي أنه مواطن أوروبي.. وتعرض العديد منهم لمضايقات عنصرية كثيرة..كان مصدرها بكل أسف بعض مغاربة تلك الدول المستقبلة ،...لأن مغاربة إيطاليا -حسب حسن شاكر- أينما حلوا يعطون المثال على قوة الشخصية و يحملون معهم عقلية العمل والاجتهاد الى تلك الدول الأوروبية، لأن أحد فصول الدستور الايطالي يقول ان "إيطاليا تأسست على العمل.. "، بل حتى في المغرب نجد مغاربة إيطاليا هم الأكثر استثمارا في العقار والخدمات والوحدات الصغرى والمتوسطة كالفلاحة والمطاعم وغيرها..
وقد أطلقوا أسماء بعض المدن والساحات الايطالية على مشاريعهم (مقاهي ومطاعم...) في كل المدن والقرى المغربية، ولأن مغاربة ايطاليا هُــمْ " مغرب مصغر "فإنك لا تشعر بينهم بالقبلية المقيتة و لا الطائفية والعنصرية.. لقد أطلقوا على مدينة نابولي الإيطالية اسم "العَلْوَة "( بن أحمد المغربية) في تماثل قوي لا نجده عند الجاليات المغربية الأخرى بالمهجر..
ليخلص الإعلامي والباحث في شؤون الهجرة حسن شاكر إلى أن تُجار ملفات الجالية و " نادي الريع " لا تعجبهم مثل هذه الحقائق والذي كان قد عرضها في وقت سابق.. لأنهم يحتاجون لأصوات مغاربة إيطاليا فقط لدعم مطالبهم الشخصية بالرباط وابتزاز بعض المؤسسات… مبرزا " لم نر يوما تلك الأصوات ترتفع من أجل الدفع بعقد إتفاقيات ثنائية بين المغرب وايطاليا في المجال الصحة والتقاعد والتعليم... ولا يهمهم وقوفنا دون غيرنا أمام شبابيك التأمين بالموانيء المغربية....
وبالتالي يضيف المتحدث فمغاربة إيطاليا لا يُشبهون مغاربة فرنسا أو بلجيكا أو هولندا..فيكفي أن يُقارن بين الاتفاقيات الثنائية بين دول إقامتهم و المغرب.. ويكفي ان يقارن بين جاليات توفرت لها ظروف آمنة للهجرة بعقود عمل منذ الستينيات والسبعينيات، وبين جالية ركبت الأمواج و تسلقت الجبال و اخترقت الغابات الحدودية...جالية إيطاليا بَنَتْ نفسها بنفسها.جالية كان لها السبق في البناء والمعمار.. وغيًرت وجه العديد من القرى والمدن المغربية.