وقعت 16 هيئة مدنية بمدينة أكادير "ميثاق شرف هيئة الهجرة الجهوية" بحضور ممثلين عن مؤسسات الدولة في الصحة و التعليم و الشغل والتعليم العالي ونائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة وممثلين عن الصحافة الجهوية و باحثين أكاديميين ومكلفين بمكاتب استقبال و توجيه المهاجرين والعديد من الفاعلين الجهويين في مجال الهجرة، في حفل أقيم نهاية الأسبوع.
وبحسب الإفادات التي تلقاها موقع "أنفاس بريس"، يتماشى الميثاق مع ما بلوره مجلس جهة سوس ماسة استراتيجية جهوية لحكامة الهجرة بشراكة مع جامعة ابن زهر في تدبير هذه الحركية، سواء على مستوى هجرات مغاربة العالم أو على مستوى هجرات الأجانب بالمغرب حتى تتلاءم الرؤية الاستراتيجية والمحددات الواقعية لهذه الهجرات، وذلك عبر إنشاء مركز جهوي لاستقبال و توجيه المهاجرين.
ويندرج حفل التوقيع، الذي تنظمه منظمة الهجرة و التنمية واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بشراكة مع جهة سوس ماسة، ضمن دينامية مشتركة أطلقتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان منذ سنة 2018، و اكتملت مع انجاز مشروع حماية المهاجرين « Protection, Résilience ; Migrations »الذي يموله الاتحاد الأوربي و يتم تدبيره من طرف منظمة الهجرة و التنمية وHandicap International.
ويروم هذا المشروع حماية المهاجرين في وضعية صعبة، المقيمين على تراب الجهة، وبعث روح جديدة في مسارهم الهجروي ، وكذا تجويد ممارسات الخدمات الاجتماعية المقدمة لهم و تطويرها، وجعلها ملائمة ومنسجمة مع توجهات المؤسسات وواقع الجهة، فضلا عن تحسين الولوج إلى الخدمات عبر دعم السياسة العمومية في مجال الهجرة على المستوى الوطني و الجهوي حتى تلبّي حاجيات المهاجرين و تمكنهم من حقوقهم، و بالتالي إخراجه من الوضعية الصعبة التي يعيشونها، وذلك تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية و انسجاما مع الترسانة القانونية الوطنية و الإتفاقيات الدولية.
كما يأتي هذا المشروع، ثمرة تعاون مع منظمة الهجرة و التنمية و اللجنة الجهوية لحقوق الانسان و جهة سوس ماسة والجمعيات الفاعلة في مجال الهجرة و حماية المهاجرين في وضعية صعبة و مؤسسات الدولة من خلال "الهيئة الجهوية للهجرة سوس ماسةّ، التي نظمت لقاءات في يونيو و يوليوز 2022 بأكادير بشكل تشاركي لتبلور ميثاق شرف يحدد سبل التعاون و الاشتغال داخل إطار "الهيئة الجهوية للهجرة سوس ماسة CMSM” ، و كذا من أجل رسملة التجارب الميدانية لكل متدخل على حدى في مجال حماية المهاجرين في وضعية صعبة و تلبية حاجياتهم، وفي الآن نفسه الدفع بالتقائية التصورات و الممارسات في وثيقة مشتركة "ميثاق الهيئة"، وخلق أرضية مشتركة للبث في "الحالات المرجعية" المرتبطة بالأوضاع الصعبة للمهاجرين، إلى جانب التفكير المشترك و تنمية الذكاء الجماعي لبلورة حلول واقعية للحالات المستعصية.
يشار إلى أن جهة سوس ماسة تعرف حركية انطلاق وعبور كثيفتين للمهاجرين ، فمن جهة تعتبر مركزا لانطلاق لمغاربة العالم، و تعتبر مركزا لاستقرار المهاجرين الدوليين من جهة ثانية؛ يتزامن هذا النوع من الحركية و بروز أزمات إنسانية ترخي ظلالها على المهاجرين، ناهيك عن الشروخ الهوياتية التي تخلفها لديهم، حيث تشتغل جمعيات المجتمع المدني بالجهة و مؤسسات الدولة المعنية بالإلتقائية حول موضوع الهجرة في إطار هيئة تضامنية و متفاعلة لمواكبة ومرافقة المهاجرين.