هشام اشتيوي: هذه أبرز مداخل النهوض بالسياحة الجبلية بإقليم تاونات

هشام اشتيوي: هذه أبرز مداخل النهوض بالسياحة الجبلية بإقليم تاونات هشام اشتيوي
يرى هشام اشتيوي، رئيس جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة والرياضة، أن المناطق الجبلية في المغرب لازالت تعاني من إجحاف كبير من طرف السياسات العمومية، مما يجعل الضغط على مناطق سياحية مثل مراكش، أكادير، طنجة.. وهو  معطى يحيل على غياب العدالة المجالية في قطاع السياحة. كما تطرق الى المؤهلات السياحية الطبيعية والثقافية التي يزخر بها إقليم تاونات والتي لم تحظ لحدود الآن بالعناية والاهتمام من قبل الجهات المعنية، حيث يفتقد الإقليم الى الوحدات الفندقية ودور الضيافة ومراكز الإيواء، داعيا الى وضع خارطة طريق للنهوض بالسياحة الجبلية و تشجيع السياحة الداخلية والسياحة الجبلية، والتي تعتبر مستقبل البلاد، كما أظهرت ذلك أزمة جائحة كورونا.

لماذا يفتقد المغرب في نظرك الى استراتيجية سياحية متكاملة تراعي تنوع مؤهلاته السياحية، لماذا يغيب تصور متكامل من شأنه تحقيق نهضة سياحية وبالتالي توزيع عائدات السياحة على مختلف المناطق المغربية  وتفادي الضغط على وجهات معينة دون أخرى؟.
سؤالك يحيلنا الى إشكالية العدالة المجالية والتي ينبغي أن تشمل جميع المجالات بما فيها القطاع السياحي، فالقطاع السياحي بدوره يعاني من غياب العدالة المجالية مقابل ذلك نسجل ضغطا كبيرا على مناطق معينة مثل مراكش، أكادير، طنجة..للأسف لازلنا نعاني من تقسيم المغرب الى مغرب نافع ومغرب غير نافع : مغرب الساحل مقابل مغرب الجبل الذي ينتج الثروة ولا يستفيد منها.. فاذا قارنا حجم الاستثمار العمومي بمراكش مثلا وقارناه بالمناطق الجبلية، سيلاحظ أن هناك فارق كبير جدا، وبالتالي فالمدخل الأساسي لتنمية وجهات سياحية أخرى هو تحقيق العدالة المجالية، ولابد من رؤية استراتيجية لإنقاذ الهامش، وضمان استفادته من عائدات التنمية، ولابد من النظر الى الهامش والى الجبل بنفس النظرة التي ننظر فيها الى الساحل والى مناطق "المغرب النافع" عموما.
 
في هذا الإطار، يلاحظ مثلا أن إقليم تاونات يزخر بمؤهلات سياحية طبيعة جذابة، لكنها لم تحظى لحد الآن بالعناية والاهتمام من طرف الجهات المعنية، لماذا في نظرك؟. 
صحيح.. إقليم تاونات يجمع بين السياحة الجبلية والسياحة الثقافية المرتبطة بالتراث والصناعة التقليدية. إقليم تاونات يحظى بمؤهلات سياحية طبيعية، ويتوفر على العديد من المواقع السياحية التي تستحق الزيارة والعناية والاهتمام، وعلى سبيل المثال نذكر منتجع بوعادل الذي يعتبر الوجهة السياحية الأولى بإقليم تاونات، ويمكن أن نضيف إليه منتجع سد أسفلو الذي خلق الحدث خلال هذا الموسم، وهو منتجع رائع جدا، ويمكن أن نضيف الى ذلك السدود الخمس الموجودة، وواد صنهاجة الذي يعتبر بمثابة "واد القنار" الخاص بالمنطقة، ومنتجع واد سرا، بالإضافة الى غابات تيزيفري، تاوفا، الودكة.

وفي ما يتعلق بالسياحة الثقافية، يمكن أن نتحدث عن قلعة أمركو التي يعود تاريخها الى الدولة المرابطية، ثكنات الكوم، الثكنات العسكرية التي بنها الاستعمار الفرنسي والاسباني خلال حقبة الحماية التي فرضت على المغرب : ثكنة طهر السوق، ثكنة تاوفا بالمركز الحدودي بين المستعمر الفرنسي والمستعمر الاسباني (ما بين تارجسيت وطهر السوق)، ثكنة "راس راس" في غفساي.

الإقليم يحظى بالتنوع ويضم سلسلة جبلية ارتفاعها مابين 1500 و1800 متر، ويضم مخيمات دولية (المخيم الدولي الوردزاغ، بني وليد، الودكة) ولكن للأسف الشديد ليس هناك اقبال للسياح، وهذا راجع الى غياب الاهتمام بهذه المؤهلات، وغياب تمثيلية لقطاع السياحة بإقليم تاونات. لا يعقل أن إقليم تاونات بشساعة مساحته، وعظمة مؤهلاته الطبيعية لا يتوفر على مكتب لوزارة السياحة، للأسف ليس هناك اهتمام بالسياحة الجبلية، فاذا استثنينا مركز تاونات وشبه وحدات فندية بغفساي فليست لدينا وحدات فندقية بالإقليم، وليست لدينا دور للضيافة، ونحن نناشد المسؤولين بوضع خارطة طريق للنهوض بالسياحة الجبلية بالإقليم وتشجيع السياحة الداخلية، فهي مستقبل البلاد، وهو المعطى الذي كشفت عنه أزمة جائحة كورونا.
 
ما هي أبرز مداخل تحقيق التنمية السياحة بإقليم تاونات؟. 
أول شيء يمكن الحديث عنه هو خلق مديرية إقليمية لوزارة السياحة بإقليم تاونات، والتي ستشكل همزة وصل بين البرنامج الحكومي ذي الصلة بالقطاع السياحي ومابين المؤهلات السياحية بالإقليم، ولابد أيضا من إحداث من مراكز للتكوين في السياحة بالإقليم وبرمجة دورات تكوينية،  فلدينا جمعيات ومهتمين بالقطاع السياحي بالإقليم لكنهم بحاجة الى تكوين، كما أننا بحاجة الى إحداث مراكز للإيواء ودور للضيافة ومحلات فندقية بالمناطق القروية.

من جانب آخر يعد إقليم تاونات هو خزان للمياه على المستوى الوطني، لكن السدود بحاجة الى تأهيل سياحي، فمثلا يمكن توفير قوارب سياحية بسد أسفلو، مقاهي، مراكز للإيواء لفائدة السياح.. وهنا يكمن دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة الى الشباب الذي ينبغي عليهم أن يتقدموا بمشاريع تهتم بالقطاع السياحي.
 
هشام اشتيوي/ رئيس جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة والرياضة