نور الدين الطويليع: هذا قدر المواطن المغربي مع حكوماته

نور الدين الطويليع: هذا قدر المواطن المغربي مع حكوماته نور الدين الطويليع

قَدَرُ المواطن المغربي أن تتقاذفه النعوت التبخيسية، بالأمس كان يُرمى بأقدحها، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بتدويناتٍ، تشخص حَمَقَهُ المتقدم.

 

اليوم، وبعدما نصبت الحَمَامَةُ نفسَها محامية فوق العادة، وهدلت، مدافعة عنه من فوق غصنها المياد، ووعدت بأن تعيد إليه الاعتبار، وأن تسكنه جنة، عرضها خيرات المغرب...، فمال كل الميل، وبثها حزنه، وظن أن هديلها بكاء لحاله، وأنها ستحلق عاليا، لتبحث له عن حلم جميل، يخلصه من عذابه المهين، ولسان حاله يقول:

 

وأرَّق العيــــــنَ والظلماءُ عـاكفةٌ

ورقـاءُ قـــد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ

فبتُّ أشكو وتشــــكو فوق أيكتِها

وباتَ يهفُو ارتياحًا بينــنَا الغُصنُ

 

بعد كل هذا، وبعدما صعدت الحمامة إلى سطح الحكومة على متن الوعود البراقة، اختفت عن الأنظار، وتبين أن الورقاء المزعومة خدعتهم، وطارت صوب وجهة مجهولة، وحل محلها غراب ناعق، استلهم معجم سابقيه، وقذف به المغاربة، واصفا إياهم بالمرضى، ونسي هذا الغراب أنه أَذِنَ لهم أن يرموه بالحجر، إن هو نكث الوعد ولم يَفِ به، فإذا به يعربد ويثور في وجوههم، لمجرد رميهم إياه بآهات عن بُعْدٍ، عبروا فيه عن ألمهم من قصف جيوبهم بغلاء الأسعار.

 

قدر المغاربة أن يعيشوا الأمل أياما معدودات، وأن يدخلوا الجنة خلال الحملات الانتخابية، ثم لا يلبثون أن يُطردوا منها بلا مراسيم، وأن يُشيعوا باللعنات من لدن من توسموا فيهم الخلاص، ومن حَمَّلُوهم أمانةَ ذِكْرِهِمْ وتذكرهم، ليصطرخوا في القاع الساخن، ويرددوا بتحسر:

 

ما أنت والوعد الذي تعدينني به... إلا كبرق سحابة لم تمطر.