يوسف غريب: مهلا يا  بلومي ومادجر.. الأسود ليس من عادتها الإنتباه إلى الحشرات..

يوسف غريب: مهلا يا  بلومي ومادجر.. الأسود ليس من عادتها الإنتباه إلى الحشرات.. يوسف غريب
دقيقة من فضلكم  يا بلومي ومادجر، فالمحصلة النهائية، تقول بان المغرب لم يوجّه الدّعوة  إليكما.. وبلدى أصلاً لم يسجّل عنها يوماً أن أخطأت في العناوين  ولا تعرّض طلبها بالرفض من طرف مؤسسات أو دول وفي شتّى المجالات..كرفض بوقادوم وقبله لعمامرة بليبيا… أو  كرفض إقامة المسابقة الدولية للعدو الريفي بوهران كما وقع مؤخراً..  
فالرباط أصبحت عاصمة المؤتمرات والتظاهرات.. لقاءات ومصالحات.. أرض الضيافة والإستضافة.. 
هي رباط الخير التي تستعد بعد أيام إستضافة حفل  توزيع جوائز الإتحاد الأفريقي لكرة القدم بأكبر مسرح قارّي وهندسة معمارية فريدة بين ضفتي أبي رقراق قبالة برج محمد السادس الشامخ وتحت حراسة صومعة حسان الموحدية…قطعة مليئة بعبق التاريخ والجمال والمستقبل.. 
هي اللوحة - الهدية التي تقدّمها الرباط اليوم لضيوف الإتحاد الإفريقي العاشقين للجمال.. وتفرض على الحاقدين من طينة حكام الجزائر وبعض رموزها الرياضية خلع أنعلتهم.. وفي ذلك شرف لأقدامهم أن تطأ أرض المغرب الطاهرة فكيف والحالة هاته أن نسمع من أبواق الإعلام الجزائري رفض الثنائي مادجر وبلومي دعوة حضور الحفل بحجة أنه مقام بالمغرب ممّا يفسّر على أنه رضوخ لعقيدة العسكر العدائية ضد كل ماهو مغربي.. 
وإذ نعتبر غيابكم كحضوركم بالنسبة لنا كمغاربة فإن رفض دعوة الإتحاد الإفريقي لا يصدر إلا عن نظام مافيوزي فاقد لأي حس أخلاقي في التعامل مع  الإتحادالإفريقي كمؤسسة أرادت تشريف الجزائر من خلال بعض رموزها الرياضية بالرغم من مسارهم المشتبه فيه  كاللاعب بلومي الذي أحدث عاهة مستديمة بفقء عين طبيب مصري على هامش مقابلة بين الجزائر ومصر.. كان قبل سنوات  محل مطاردة من طرف الشرطة الدولية (أنتربول) بعد أن أصدر القضاء المصري في حقه حكما غيابيا.. ليعيش تحت مافيا بلده خوفا من الإعتقال.. 
وزميله اللاعب مادجر فينتظر العفو الرئاسي من تبون بعد أن أدين مؤخرا بستة أشهر نافذة في وقائع ذات الصلة بالفساد.. 
هكذا يتحول( سب المغرب) إلى صك غفران لدى كل المجرمين من نخب هذا البلد التعيس بنظامه..
وبالمناسبة أدعو كل سجناء الحق العام بالجزائر أن يسلكوا هذه الطريقة للوصول إلى العفو الرئاسي، فلا حرج عليكم. ولايشرّفنا أيضاً إستقبال هذه الفصيلة من اللاعبين الدائرين في فلك العصابة ففي ذلك تدنيس لأرضنا وحرمة بلدنا وشرفها. 
وإذا تواضعنا بقبول إرسال الدعوة إليكم وتشريف بلدكم.. فهو إحترام وتقدير للشعوب الإفريقية ولرموزها الرياضية.. لمؤسساتها القاريةوالدولية.. لقيمنا الحضارية ومصداقية بلدنا ودوره الإنساني.. 
هذا سر إختيار المغرب.. و الإجماع حوله.. وهو سر عزلة نظام العسكر أيضاً والتي تزداد أمام نجاحاتنا المتواصلة.. نخص بالمناسبة هذا الحضور القوى للكرة المغربية في التظاهرات العالمية أسود ولبؤات بكأس العالم.. وكؤوس قارية لأندية مغربية.. واللعبة داخل الصالة دون أن ننسى اللوحة الرائعة التى رسمها أشبالنا داخل ملعب  وهران وتحت أعين شنقريحة وعصابته..وهم يتابعون بأعصابهم  
أربعة يافعين مغاربة بكامل الهدوء.. و بفائض من الثقة يضعون  العلم المغربي وسط الملعب بوهران ليلتحقوا بالدائرة الملتفة حوله  فرحين راقصين ويوسّموا بعدها  النجمة الخضراء بقبلاتهم الطاهرة. هذه اللقطة بالضبط هي ما يبقى عندما ينتهي هذا المهرجان المتوسطي للضحك. 
ستبقى خالدة لكونها اوّلاً هدية رمزية وبليغة  للنظام العسكري الجزائري بمناسبة عيد الإستقلال وعشية إنطلاق أضخم إستعراض عسكري في تاريخه كما أعلن ..
اللوحة - الهدية من توقيع يافعين نيابة عن الأمة المغربية   تذكّر  الطغمة بهذه المناسبة بأن الدفاع عن العلم المغربي رمز وحدتنا وسر وجودنا أمانة من جيل لجيل هو مدنيّ قبل أن يكون عسكريّاً.. سيراً على ما دوّنه التاريخ من إنتصارات الشعوب التى تلتف حول علمها.. كتلك الدائرة التى أبدعها أشبال الأطلس بملعب وهران.. والقبلة على جبين النجمة الخضراء عربون محبة صوفية.. وتضحية من أجل بقائها شامخة.. عالية.. 
هم يافعون اليوم  وأقل من 18 سنة يبعثون بهذه الرسالة إلى شنقريحة الذي يريد أن يجعل من غياب لاعبين مغلوبين على أمريهما حدثا مماثلاً.. 
دون أن يستوعب هذا النظام العسكري ولحد الساعة أن الأسود ليس من عادتها الإنتباه إلى الحشرات…