طفل مهووس بفن التبوريدة.. عريس فرسان المستقبل

طفل مهووس بفن التبوريدة.. عريس فرسان المستقبل الطفل الدكالي الأصل خلال فعاليات المهرجان الربيعي بمحرك موسم مولاي عبد الله( صور مونير المباشي)
كثيرون هم الأطفال المجهضة أحلامهم ومتمنياتهم، وبصريح العبارة حرمانهم من حقوقهم التي أقرتها المواثيق الدولية ذات الصلة باللعب والترفيه والتعليم والتربية. 
في نقاش مع صديقي الفنان الفوتغرافي مونير المباشي، حول نفس الموضوع، حكى لي بألق كيف حقق حلم هذا الطفل الدكالي الأصل خلال فعاليات المهرجان الربيعي بمحرك موسم مولاي عبد الله (انظر الصور) سنة 2022.
لقد كان حلم هذا الطفل البريء أن يحاكي مقدم السربة ويمتطي صهوة جواده مدججا بدليل الخيرات والسكين ومكحلة البارود، وكان مصرا من خلال نظراته وحركاته وتوسلاته الباطنية أن يمتطي صهوة حصان لمقدم يوسف الحارث الذي استجاب لتحقيق الحلم دون تردد (الحق في الحلم).
الطفل بالنسبة لثلة من المهتمين والمراقبين يمثل فئة عريضة من أطفال المجتمع المغربي، الذين يحلمون بأشياء بسيطة لكنها عميقة، تتغلغل في وجدانهم وتتفاعل مع كيمياء نفسيتهم، والحرمان منها لا يساعدهم على النمو الطبيعي. شكرا خويا مونير وتحية عالية للمقدم يوسف الحارث.
طفلنا الدكالي الأصل هو عريس هذه اللحظة، يصيح بملء فمه، بعد أن تدثر بلباسه التقليدي ليحاكي شجاعة فرسان بلادي على صهوة الأدهم الثائر، ويردد مثل لمقدم بالو الصلاة على النبي الحافيظ الله وااالمكاحل..الخيييييل.
لقد شكل زمن تحقيق الحلم (دقائق معدودة) مرحلة فاصلة في حياة هذا الطفل بالمهرجان الربيعي للفروسية بمولاي عبد الله، بعد أن تجندت الأيادي البيضاء وقامت بتجهيز (سَنْحُو) حصان لمقدم يوسف الحارث، وزينت فارس المستقبل بأحلى الألبسة التقليدية ذات الصلة بركوب الخيل، وامتطى صهوة الجواد والفرحة تغمر جسده الطري.
يحكي أنه بعد عودته لبيت أسرته لم يسكت من حكي تفاصيل حلمه الجميل، والفرح يتطاير من عينيه الكحليتين، حيث كان لحظتها عريس المستقبل... شامخا بهيا ينبض عشقا بتراث بلادي.
لكن السؤال: هل نفكر في تحقيق أحلام أطفالنا عبر ربوع رقعة الوطن؟