أكدت "إيلكونفيدونسيال"، نقلا عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن القصر الرئاسي و"الحزب الشعبي" تخليا بشكل مشترك عن اقتراح حماية سبتة ومليلية المحتلتين على الحلف الأطلسي بحيث "في أي نزاع آخر مع دولة ثالثة، إسبانيا وحلفاؤها يدافعون عن المدينتين."
وكشف المصدر نفسه أن هذا التنازل عن ذكر المدينتين في الوثيقة النهائية، والذي وافقت عليه الحكومة في آخر لحظة مع الحزب الشعبي، تقرر بعد مأساة الأسبوع الماضي التي أدت إلى مصرع 23 مهاجرا ينحدرون من دول جنوب الصحراء، عند سياج مليلية المحتلة.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن إسبانيا تمكنت، مع ذلك، من إدراج تغييرات في الصياغة النهائية للمفهوم الاستراتيجي ، وهي خطة التحالف للسنوات العشر القادمة، والتي تحمي بشكل غير مباشر سبتة ومليلية على الرغم من عدم ذكرهما، بالاتفاق على "الدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء، والحفاظ على سيادة جميع الحلفاء وسلامتهم الإقليمية، في وجه أي معتد "، كما يقول النص.
ويتطلب الحصول على حماية الناتو لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين صراحةً تعديل المعاهدة التأسيسية للتحالف (1949)، وهذا يقتضي مصادقة الدول الأعضاء الثلاثين.
من جانبه، قال الصحافي الإسباني، خوسي أنطونيو فراوكا، إنه لو "انتزعت إسبانيا حماية الناتو لمدينتي سبتة ومليلية كانت ستكون إحدى الاتفاقيات العظيمة التي ستخرج من قمة مدريد". منتقدا بشدة ما أسماه "تخليا" للحكومة عن المدينتين، خوفا من أن ينتقم المغرب بإرسال أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين.
وذكر فراوكا أن "المظلة العسكرية لحلف الناتو لا تغطي، من الناحية التقنية، مدينتي سبتة ومليلية. فيما تنص المادة الخامسة من معاهدة واشنطن أن الدول الأعضاء في الناتو ترد بشكل مشترك على أي هجوم مسلح ضد أراضي إحدى هذه الدول. لكن المادة السادسة تفصل في هذه المساعدة العسكرية التي لن تكون قابلة للتطبيق إلا عندما تقع الهجمات في أوروبا أو أمريكا الشمالية، أو في المناطق المعزولة من المحيط الأطلسي شمال مدار السرطان. لهذا السبب، فإن جزر الكناري تتمتع بالفعل بمظلة الناتو، رغم وجودها جغرافيا في إفريقيا، ذلك أنها من جزر شمال مدار السرطان".