قطارات بالألوان تحكي تاريخ السكك الحديدية بالمغرب

قطارات بالألوان تحكي تاريخ السكك الحديدية بالمغرب

في خطوة مماثلة لتصالح المغرب مع مؤسساته التي مر على إنشائها ما يفوق نصف قرن، وبعد احتفال ميناء الدار البيضاء بمئوية إنشائه، يحتفل المكتب الوطني للسكك الحديدية هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسه والتي تتزامن مع مئوية السكك الحديدية بالمغرب. منذ 100 سنة، أنشئ أول خط للسكك الحديدية كان يربط بين مدينة الدار البيضاء وبرشيد، في إطار الشبكة العسكرية التي أسستها فرنسا لتموين الجنود. 50 سنة بعد ذلك، ستؤول إدارة منشأة السكك الحديدية إلى سيادة الدولة المغربية.

 

عبد الله أريري

 

سيحل المكتب الوطني للسكك الحديدية مكان الشركات العاملة في القطاع، وأصبحت مهمة المكتب هي إدارة وصيانة الشبكة وتسيير خدمات النقل العام للمسافرين والبضائع. ومنذ ذلك الحين تطورت أنشطة المكتب، فقد تم الانتقال من العربات الخشبية التي كانت تسمى «بالدرجة الاقتصادية» في السبعينات إلى القاطرات ذات الحركة التي تقدم اليوم رحلات منتظمة على محور الدار البيضاء-الرباط.

ومن المحطات الكلاسيكية، التي كانت تمثل نقطة عبور عادية بين المدينة والقطار، إلى المركبات السككية متعددة الخدمات بكل من مراكش، فاس، طنجة، وجدة ثم من محطات نقل البضائع التي كانت تشكل عرقلة بوسط المدن، إلى المحطات اللوجستيكية العصرية المرتبطة بالمحاور الاقتصادية الإستراتيجية في كل من طنجة المتوسط، الدار البيضاء.

وأوضح محمد ربيع لخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال اللقاء الإعلامي بهذه المناسبة، أن بداية 2014 ستعرف دخول المكتب مرحلة جديدة لتصنيع القطارات محليا، أي ما يقارب 20 إلى 40 قطارا. وبخصوص البرنامج الاحتفالي أشار لخليع إلى أنه سيمتد من 19 شتنبر 2013 إلى نهاية يناير 2014. إذ ستقام العديد من الاحتفالات بدءا بتزيين المحطات والقطارات بالألوان الاحتفالية لهذه المناسبة، وإقامة معارض بالطرق الرئيسية لمختلف المدن المغربية لصور تمثل تاريخ السكك الحديدية خلال قرن من الزمن، وعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد في الموقع التاريخي لشالة بالرباط، واستعراض فني للسككيين يوم 6 نونبر تزامنا مع ذكرى المسيرة الخضراء.

 

محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية:

أشغال محطة الميناء ستنتهي في بداية 2014 كشطر أول

+ محطة القطار لم تعد خاصة فقط بنقل المسافرين بل توسعت رقعتها لتشمل فضاءات تجارية، ما هو حجم الوعاء العقاري لهذه الفضاءات التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية؟ وكيف يتم تدبير المكتب لهذه الفضاءات؟

- خلال السنوات الأخيرة في تطوير المحطات الجديدة، مررنا من محطات للعبور وأماكن كان تقريبا محيطها مهجورا إلى محطات تضم فضاءات تجارية وخدمات تكميلية للسفر. وعندما نقوم بالمشروع نقوم بدراسة أولية تجارية حول مستوى الحاجيات ونوع المتاجر، ثم تعطى هذه المعطيات للمهندس المعماري لإدماجها في برنامج المحطة، ثم فترة الإنجاز التي يليها فترة التسويق الخاضعة لمسطرة appel à manifestation d'intérêt والتي تحدد نوعية المتاجر والتجارة ومن سيستغل هذه المحلات التجارية حسب دفتر التحملات، وذلك مقابل استغلال هذه المحلات التجارية.

+ ستستقطب محطة الدار البيضاء الميناء فضاءات تجارية مهمة، كيف تتوزع هذه الفضاءات؟ والمحطة تعرف أشغالا مستمرة متى ستنتهي هذه الأشغال؟

- يوجد بالمستوى السفلي بمحطة الدار البيضاء الميناء، ما يعادل 1000 متر مربع مخصصة لفضاءات تجارية، ومستوى تحت أرضي بمساحة 6000 متر مربع تغطي فضاءات تجارية. ولهذا يقال بأننا تأخرنا في إنجاز هذه المحطة، لأن هناك ثلاثة مستويات تحت أرضية، مع العلم أننا في مستوى سطح البحر، مما يبين الصعوبة التقنية للمشروع. وهناك مستويين تحت الأرض، ستضم باركينغ تتسع لـ 600 مكان. أما أشغال المرحلة الأولى فستنتهي أواخر السنة الجارية أو بداية 2014. أما المرحلة الثانية من إنجاز المحطة فتهم بناء مركب فندقي، ولا يمكن انطلاق هذه المرحلة حتى يتم هدم المحطة القديمة. وقد بلغ الحجم الاستثماري للمرحلة الأولى 450 مليون درهم، أما المرحلة الثانية فتكلف ما بين 350 مليون درهم إلى 400 مليون درهم.

+ محطة المسافرين من المعالم التاريخية للمدينة، وقد سبق أن أطلق المكتب طلبات عروض لإنجاز محطات «تي جي في»، ما هو مصير هذه المحطة؟

- ستبقى محطة المسافرين مع تطوير محطة أخرى بالقرب منها، وسيكون هناك مشروع خاص بمحطة المسافرين بمساحة 30 هكتار تتعلق بمحطة «تي جي في»، سبق أن قدمناه خلال الإعلان عن نتائج عروض المكاتب الهندسية.