عيسوي: الحوار اليوم يجب أن ينصب على ضرورة إلغاء طقوس عيد الأضحى التي أضحت مكلفة ومتجاوزة

عيسوي: الحوار اليوم  يجب أن ينصب على ضرورة إلغاء طقوس عيد الأضحى التي أضحت مكلفة ومتجاوزة إدريس عيسوي
كلما اقترب عيد الأضحى تمتلئ الأجواء العامة والخاصة بالحديث عما سيكون عليه الحال بالنسبة لتوفير أضحية العيد. 
ولابد من التذكير بأن هذا العيد يحتل الاحتفاء به مكانة الصدارة، كما له موقع مركزي في التقاليد الاجتماعية. ومن جهة تشير إحصائيات وزارة الفلاحة إلى أن العرض الإجمالي سيكفى بأكثر من ثمانية ملايين رأس من الأضاحي لتلبية الطلب، لكن  من جهة أخرى أضحى اليوم  ضروريا الانتباه إلى أن هذا التقليد أصبح عبئا ثقيلا على جيب المواطن. خاصة مع تبعات الأزمات الصحية وآفاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا  وكلها عوامل ألقت بظلالها على موجة الغلاء التي تعرفها أهم المواد الغذائية. 

وبالتالي يرى العديد من المحللين أن النقاش المسؤول والجاد يجب أن ينصب على ضرورة إلغاء هذه الطقوس التي أضحت مكلفة على الجميع. ويرى البعض الآخر أنه من الضروري تحسيس المواطنين كافة بضرورة الأخذ بعين  الإعتبار بأهمية تجاوز هذه التقاليد التي لا يمكن الحفاظ عليها ما دامت تعتبرمكلفة اقتصاديا وإجتماعيا. 

ويبدو جليا أن حملة وطنية من التحسيس والإخبار الهادف سيمكن المجتمع المغربي من تفادي هذه التقاليد التي أصبحت ثقيلة ومتجاوزة إجتماعيا وإقتصاديًا. وما من شك في أن هذه المبادرة الشجاعة لن تكتمل وتؤتي نتائجها كاملة من دون إرادة الدولة، وكافة المسؤولين والدعوة إلى المنع التدريجي لهذه الظاهرة الآسنة التي تتناقض مع العديد من المبادئ الأساسية للتمدن والتحضر التي من شأنها أن تبعدنا عن أجواء الاحتفالية المتجاوزة. وما من شك في أن هذا القرار الجماعي لن يكون ممكنا من دون مبادرات تحسيسية دينية وإجتماعية. 

إن المنع أو التخلي عن هذه الأعراف والقوانين المتجاوزة هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن المطلوب داخل المجتمع. وهذا اعتقد  نداء للمواطنة الصالحة الذي نسعى اليه جميعا.
ولا يمكن أن نحقق هذا الرجاء إلا بالتعبئة المواطنة الشاملة.
 
إدريس عيسوي/ محلل اقتصادي