لم يكن الرجل مناضلا فقط..
بل كان مناضلا "شرسا"..مناضلا صلبا..
ولم تكن صلابته فقط في التزامه..
بل أيضا وأساسا في فكره وسلوكه..
1- محمد بودلال..
عاشرته سنين عديدة..
كان يحلو لي أن أناديه "تروتسكي".. لكن كان ذلك لفترة قصيرة..
فالرجل لا يحب المزاح والهزل..
كل شؤونه مرتبة بشكل جيد.. لا يحب الفوضى والارتجال..
مقر منظمة العمل الديمقراطي الشعبي بوجدة منظم..
خزانة الأرشيف منظمة..
كل شيء مرتب.. الخزانة.. سجل المحاضر.. برنامج العمل..
لم يكن الرجل يحب الارتجال..
2- محمد بودلال..
كان يحب الانتظام..
الحضور المنتظم المقر ..
عدم التغيب عن الاجتماعات التنظيمية تحت اي ذريعة كانت..
المواظبة على شراء وقراءة جريدة "أنوال"..
الكتابة الدورية لمقالات إيديلوجية..
حضور كل الأنشطة الموازية.. النساء.. الشبيبة.. الطلبة..
وحتى الأنشطة التي أحدثناها في المقر.. نادي السينما.. حفلات موسيقية.. مهرجانات تضامنية..
كان محمد بودلال يعتبر كل مساهمة مهما كانت صغيرة.. لبنة في المشروع الكبير لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي..
3- محمد بودلال..
لم يكن فقط عضوا نشيطا بالمنظمة..
بل كان أحد مؤسسيها..
من زمن فترة السرية..
لذلك كان يرعاها.. يحافظ عليها.. يوجد لها كل شروط النمو..
لم تكن هذه الرعاية هواية..
بل كانت قناعة راسخة.. أدى عنها ضريبة الحرية..
كان يدافع عن وجهة نظره باستماتة..
وفي نفس الآن يسمع وجهة نظر الآخرين..
لكن كانت تعليقاته "قاسية".. خاصة إذا أحس بأن المتكلم ليس جديا..
4- محمد بودلال..
كان يعيش الفكر اليساري..
وبالضبط الماركسية اللينينية التي لم يتخل عنها أبدا..
دافع عنها حتى في زمن "البروسترويكا" و "لگلاسنوست"..
أتذكر أنني عرضت مقالا مطولا له لجريدة "أنوال" على أحد أساتذة الفكر السياسي..
قرأ المقال.. بقي صامتا..
ألححت على معرفة وجهة نظره..
أجابني.. وبكل صدق.. أن الكاتب "أغلق" باب الاجتهاد..
الماركسية اللينينية.. ولا فكر غيرها..
كم تهكم محمد بودلال من نظرية نهاية التاريخ..
ومن أية أفكار تسير في هذا الاتجاه..
5- محمد بودلال..
رحم الله هذا الرجل العظيم..
كانت علاقاته متنوعة..
داخل المنظمة وخارجها..
كانت كل الاسماء حاضرة في ذهنه..
أسماء "القياديين" .. في مختلف ربوع الوطن..
واسماء الرفاق الذين كانوا معه في لجنة منطقة الشرق.. ثم الكتابة الإقليمية لوجدة..
كان مخلصا في علاقاته..
وكان الكل يقدر ذلك فيه..
وكانت لعاىلته مكانتها الخاصة..
6- محمد بودلال..
لم يكن مناضلا فقط..
كان رمزا للايمان بالتنظيم والإيديويوجيا..
لم يكن يتهاون في موافقه..
ولم يكن يتساهل..
فحبه للوطن كان أسمى من أي شيء..