كل عام تفد على السعودية للحج حوالي 3 ملايين مسلم من مختلف بقاع العالم.
وبإسقاطنا الحجاج الوافدين من داخل العربية السعودية، نجد أن القادمين إلى مكة من خارج السعودية يصل إلى مليوني فرد وما يزيد كل عام.
وإذا احتسبنا كلفة الحج لكل مسلم بالعملة المغربية (63.800 درهم) سنجد أن السعودية ترفل في نعيم من الملايير من الدولارات كل سنة.
فحسب "حساب الشارفات"، نجد أن كلفة الحج تصل إلى 130 مليار درهم مغربي ( أي 13 مليار دولار أمريكي) كل عام.
وإذا خصمنا كلفة النقل الجوي التي تستخلصها شركات الطيران المختلفة (تمثل 2،6 مليار درهم) نجد أن خزينة السعودية تدخل لها كل عام حوالي 11 مليار دولار (فنادق، طواف، مطاعم،إلخ...). أي ما يمثل حوالي 10 في المائة من الناتج الإجمالي للمغرب ككل!!
وتبلغ الصدمة ذروتها حين نستحضر أن السعودية لا تحلب المسلمين من فريضة الحج فقط، بل وتمص عرقهم من مداخيل العمرة (حوالي 15 مليار دولار إضافية)، آنذاك نجد أن الحج والعمرة يدر على السعودية حوالي 26 مليار دولار "باردة" كل سنة.
وهذا ما جعل العديد من الأصوات الشريفة بالعالم الإسلامي تطالب بقوة بمراجعة كيفية الإشراف على مناسك الحج، على اعتبار أن الكعبة ملك مشترك للمسلمين كافة وليس للسعودية وحدها.
لكن اقتراح خلق هيأة مستقلة تابعة لمظمة المؤتمر الإسلامي تتولى تدبير الحج والعمرة واقتسام عائدات الحج والعمرة بين الدول الإسلامية (وفق معايير متفق عليها)، جعل ساسة وفقهاء السعودية يجن جنونهم ونزلوا بكل ثقلهم لوأد أي صوت يطالب بهذا المطلب وأغرقوا الساحة بالمال لتشويه سمعة كل مطالب بهذا المطلب، حتى تبقى أماكن الحج والعمرة"دجاجة" تبيض ذهبا وألماسا للسعودية.
فمبلغ 26 مليار دولار كل سنة، لا يقوى أي عقل على تخيل حجمه وتخيل وقعه إن هو رصد للتنمية وتمويل نهضة دول العالم الإسلامي الفقيرة . فبخصم نفقات تسيير أماكن الحج وصرف أجور العاملين وتحملات الماء والضو والتكييف وأجور المستخدمين والحرس ولوازم التدبير والصيانة، نجد أن الصافي المابقي للسعودية يقارب21 أو 22 مليار دولار (NEt), بشكل يجعل السعودية تتبورد على العالم الإسلامي بفضل هذه "البزولة" وهذه "الهمزة".
التبوريدة تتعاظم حين نعلم أن السعودية تعد من كبار منتجي ومصدري النفط وما يدره هذا القطاع من ملايير خيالية على خزينة السعودية.
وكل عام وحج مبرور وسعي مشكور!!