عبد اللطيف المتوكل: عشوائية الكاف!

عبد اللطيف المتوكل: عشوائية الكاف! عبد اللطيف المتوكل
كلما انتظرنا من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أن تتقدم إلى الأمام، وهي متحررة من قيود الارتجال والعشوائية والغموض والريبة في تدبير بعض الملفات البسيطة جدا، إلا وأمعنت في تشديد هذه القيود على نفسها، وإثارة زوابع لا طائل من ورائها، والإساءة لصورتها وسمعتها على مرأى ومسمع من العالم، ومنح الآخرين فرصة السخرية منها والتندر عليها!!.

موضوع نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022، لم يكن يحتاج إلى كل هذا الجدل والتضارب في الآراء والمواقف، ومظاهر التسويف والمماطلة في الحسم فيه منذ مدة طويلة، وليس انتظار ما سيتمحض عن دور نصف النهاية من نتائج، للتلاعب بالقرارات ومشاعر الجماهير الرياضية، وممارسة لعبة شد الحبل، وترك الفرصة لأي كان للضغط واستعمال الوسائل اللامشروعة للضغط والمزايدة وخلط الأوراق، من أجل أهداف غير بريئة بل ومفضوحة؟!!.

لم يكن هناك أي داع ومبرر لكل هذا التلكؤ واللعب على عامل الزمن، بعدما فتحت الكاف باب الترشح أمام ملاعب المدن الراغبة في احتضان نهائي "أم المسابقات الإفريقية" لسنة 2022، وانسحاب من قرر بمحض إرادته، الخروج من السباق، وانحصار التنافس بين المغرب والسينغال، والاحتكام في نهاية المطاف إلى خيار التصويت لتحديد من له الحق في استضافة هذا النهائي؟!. 

ألا يعد المكتب التنفيذي للكاف هو أعلى هيئة تقريرية؟!. 
فلماذا كل هذا التردد والتخبط في الالتزام بمقرر المكتب التنفيذي، والإعلان عنه بشكل رسمي، في حينه، خاصة أن عملية التصويت تمت قبل استكمال دور ربع النهاية، فضلا عن أن إغلاق باب الترشيح تم قبل إجراء الجولة الأخيرة من دور المجموعات؟!.

لقد وضعت الكاف نفسها في ورطة حقيقية، وكأن نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022، هو آخر نسخة، وبعدها ستتوقف عجلة كرة القدم الإفريقية إلى الأبد!!.
وحتى حينما وجدت نفسها مجبرة على الانقياد لنتيجة عملية التصويت التي فاز فيها ملف ترشح مركب "محمد الخامس" ب16 صوتا، مقابل ثلاثة (3) أصوات لملف ملعب "عبدولاي واد" بالسينغال، إذا بها تختار الإمعان في لعبة الغموض و"الغميضة" المبتذلة والرديئة، إلى ما لا نهاية، بخلو بلاغها الرسمي، الصادر أول أمس الاثنين تاسع (9) ماي 2022، من اسم الملعب الذي ترشح من خلاله المغرب لاستضافة المباراة النهائية، واقتصارها على ذكر اسم المغرب مجردا من اسم ملعب المدينة المستضيفة للنهائي الكبير؟!!.

نشكر ونرفع القبعة لمن دافع بهدوء والتزام وثبات وبعد نظر عن أحقية مركب "محمد الخامس" والعاصمة الاقتصادية للمملكة في استضافة الحدث الرفيع المستوى إفريقيا، والمقصود هنا هو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، الذي مارس الضغوط الإيجابية والمنصفة والمشروعة في تطبيق ما أسفرت عنه قواعد المنهجية الديمقراطية، وعدم الخروج عن النص، تحت أي ذريعة، وإنهاء موجة من الجدل المفتعل، بغية تضليل عموم المهتمين والمتابعين عن الحقيقة الساطعة والجلية.

والسؤال الأكثر إثارة الاستغراب، في هذا السياق، هو لماذا لم يسقط الاتحاد الإفريقي في شراك المحظور بخصوص وجهة نهائي كأس الكاف 2022، وحسم في شأنه باختيار ملعب مدينة أويو بنيجيريا، مثلما فعل في ملف نهائي دوري الأبطال؟!!.

أما موقف هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي من عملية التصويت، بدعمه لملف ترشح المغرب على حساب السينغال، فمرده إلى استحالة إدلائه بتصويت معاكس، بحكم إجراء الطعن الذي اتخذه الاتحاد المصري لكرة القدم، ضد نظيره السينغالي، على إثر ما عرفته مباراة الإياب الحاسمة بين منتخبي البلدين، في السباق نحو التأهل إلى مونديال قطر 2022، من أحداث اعتبرها الاتحاد المصري مؤثرة بشكل سلبي ومباشر على تركيز لاعبيه، إضافة إلى اقتصار التنافس لحظة التصويت على المغرب والسينغال.

كما أن أبو ريدة، حسب مصادر مطلعة، اقترح بقوة العودة إلى النظام السابق المتمثل في إجراء نهائي مسابقتي دوري الأبطال وكأس الكاف، ذهابا وإيابا. 
نقولها مرة أخرى، من المؤسف أن تستمر هذه المنظمة الرياضية القارية العتيدة، في إعطاء الانطباع لدى الرأي العام الرياضي الإفريقي والدولي، بأنها مازالت أسيرة قواعد الابتزاز والفساد في تدبير الجانب التنافسي ضدا على مبادئ النزاهة وتكافؤ الفرص والاستحقاق!!.