بناء النواة الجامعية.. تقريب للخدمات ومحاربة الهدر الجامعي أم تفريخ وحل ترقيعي؟!

بناء النواة الجامعية.. تقريب  للخدمات ومحاربة الهدر الجامعي أم تفريخ وحل ترقيعي؟! الوزير عبد اللطيف ميراوي وصورة نواة جامعية بإقليم وزان
يبدو أن المسار الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية في توسيع العرض المدرسي بإنشاء أنوية للتعليم الاعدادي ونظيرتها في الثانوي التأهيلي، سار عليه التعليم الجامعي، بعدما ارتفعت مؤشرات الالتحاق بالتعليم الثانوي، ونسب النجاح في الباكلوريا، وارتفع معه منسوب ومؤشر الهدر الجامعي بسبب عدم قدرة الأسر، بالمناطق ذات الهشاشة على وجه الخصوص، على تغطية مصاريف تعليم أبناءها الجامعية، من كراء وعيش وتغذية وكتب وتنقل، وسط محدودية الأحياء الجامعية والإقامات الجامعية، إلى جانب قلة الأعداد الممنوحة كل عام، مقارنة بأعداد الطلاب الذين يتدفقون على المؤسسات الجامعية، خاصة ذات الاستقطاب المفتوح.

وتوالى هذا التوجه، إما بضغط من المنتخبين وترافع منهم، وفي أحايين أخرى بعلاقات حزبية وسياسية، منه ما يتأسس على تقريب خدمة التعليم الجامعي إلى الطلاب في عدد من المناطق، إذ تم إنشاء أنوية، وتحويلها فيما بعد إلى "كلية متعددة التخصصات" في كل من الناضور، والعرائش، والقصر الكبير، وسيدي بنور، والراشيدية، وورزازات، وتارودانت، والسمارة..، بعضها تعثر وثان يقاوم، وآخر ينتظر، أمام بنية استقبال جامعية تناهز 155 مؤسسة جامعية، وأكثر من 32 حيا  جامعيا وداخلية جامعية، ينتسبون جميعهم لـ 14 رئاسة جامعة، تحتضن ما يناهز 1.177.028 طالبا(ة) يتوزعون على 3852 مسلكا، بنسبة ارتفاع تفوق 8% مقارنة بالموسم الجامعي 2020/2021.

وإذا كانت وزارة التعليم العالي تعتمد في إنشاء هاته الأنوية الجامعية، التي تنامت في عهد الوزير السابق للقطاع سعيد أمزازي، فإن مسطرة الإرساء تتم بعرض  المشروع على اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي، وحينما تصدر أيها بتزكية المشروع،  بهدف تحسين الولوج والدراسة بالتعليم العالي وتنويع العرض التربوي لتحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص بين الطلبة في مختلف جهات المملكة، فإنه يتم اعتماده، ليتوسع لاحقا، ويتم اعتماد بناء كلية متعددة التخصصات.

غير أن الوزير عبد اللطيف ميراوي قرر التراجع عن هذا الخيار بإنشاء أنوية جامعية في عدد من المناطق التي طال انتظار طلابها ومنتخبيها الافراج عنها بعد وعود تلقوها لسنوات، في الوقت الذي أكمل فيه الوزير "البامي" جولاته المكوكية لبلورة "المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار"، عقد لقاء لتقييمه يوم الاثنين 11 أبريل 2022 بمقر وزارته، في ندوة رؤساء الجامعات المغربية.
 
"الوطن الآن"، نقلت آراء الفاعلين حول الموضوع، معززا ببعض بأرقام ومعطيات مواقف نابضة، بين مؤيد متوجس ومعارض ناقد، ومتوجس من هذا خيار إقرار أنوية للتعليم الجامعي بعدد من مناطق البلاد، وقرار وزاري ينوي التراجع عنها، أثارت موجه غضب ووجهت برفض منذ أيام.