وأبلغ شيوخ لبيهات زعيم بوليساريو إبراهيم غالي بأن أي استهداف لأطرهم، أو المس بها، يعني استهدافا للقبيلة برمتها. كما طالبوا بتعيينات وازنة في ما يسمى بـ”السلك الدبلوماسي” للجبهة، لأنهم يستحقونها، وهو ما يؤكد على وجود شرخ واضح داخل قيادة الجبهة الانفصالية، والتي تأثرت بالهزائم السياسية والدبلوماسية المتتالية على أكثر من جهة.
وزاد من حدة الاحتقان القبلي منع إبراهيم غالي تسعة صحراويين من الترشح لما يسمى بـ”البرلمان الصحراوي” في مخيمات تندوف، ما جعل من يسمى وزير الخارجية محمد سالم ولد السالك يحثه على العدول عن هذا القرار وعدم التصعيد ضد قبيلة الأنصار أولاد تيدرارين واستحضار مكانة ورمزية القبيلة وامتدادها داخل تنظيمات وهياكل جبهة بوليساريو، محذرا من انعكاسات هذه الحرب على استمرار مشروع بوليساريو ككل.
وتقول مصادر صحراوية لـ”العرب” إن “الصراع على مراكز النفوذ داخل الجبهة هو الذي خلق هذا النوع من التمرد، إذ يتمحور الصراع بين مصطفى سيد البشير، من قبيلة الركيبات، والمسمى ‘وزير داخلية الجبهة’، منصور عمر، خصوصا بعد أن صرح سيد البشير في بداية السنة الجارية بأن بوليساريو ليست دولة، وأن الجميع مجرد لاجئين، وأن إبراهيم غالي ليس رئيسا وإنما هو لاجئ مثل الجميع”.
ويستغل منصور عمر، لأجل تموقع جيد في الفترة المقبلة، تأجيج الأزمة القبلية بين لبيهات وأولاد موسى التي تطمح هي الأخرى إلى عضوية أمانة بوليساريو.
وفي هذا الصدد أكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، لـ”العرب”، أن “المحاصصة القبلية هي المحدد والمعيار لنيل حظوة الرعاية الجزائرية، وهي الفيصل في تقاسم امتيازات القيادة والزعامة في التنظيم”، موضحا أن “بوليساريو لم تؤطر المنضوين فيها بناء على القناعات أو الأفكار أو المشاريع السياسية، وإنما عبر توظيف العصبيات القبلية والعشائرية واللعب على الوتر العنصري والشوفيني”.
وخلص رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن ما يفسر المحاصصة القبلية هو استقطاب بوليساريو لعدد من المنتمين إلى مناطق أخرى خارج إقليم الصحراء، وذلك استهدافا لأبناء الإقليم وتهميشهم.
عن موقع(العرب)