منصف اليازغي: ترييض السياسة وليس تسييس الرياضة

منصف اليازغي: ترييض السياسة وليس تسييس الرياضة منصف اليازغي
كانت الرياضة الغائب الأكبر في أجندة الأحزاب السياسية، منذ استقلال المغرب، ولايتم إدراجها في البرامج الانتخابية للأحزاب.
لكن شهد عقد التسعينيات من القرن الماضي بدء اهتمام بعض الأحزاب بالشأن الرياضي. 
إن الرياضة في المغرب "كانت دائماً محطّ تدخلات سواء من أعلى سلطة بالبلاد أو من بعض السياسيين وطنياً ومحلياً. فبالنسبة للحالة الأولى، يمارس الملك باعتباره رئيساً للدولة منذ الاستقلال صلاحيات تنفيذية. وكان يجسد حضوره الفعلي من خلال قرارات وزارة الشباب والرياضة الوصية مبدئياً على القطاع أو بتجاوزها في أغلب الأحيان ليمارس وصاية مباشرة على أبسط تفاصيل المنتخبات الوطنية.
أما بالنسبة للحالة الثانية، فأحياناً تلعب السلطة المحلية دوراً كبيراً من خلال مراقبة النشاط الرياضي، وأحياناً أخرى يسيطر بعض رجال السياسة على أندية الرياضية. وليس من العيب استغلال السياسي وجوده في الجماعات المحلية من أجل تقوية النشاط الرياضي سواء بدفع المسؤولين إلى رصد أموال ووضع برامج رياضية، أو بالدفاع عن مصالح الرياضة داخل البرلمان.
هكذا نكون أمام ترييض السياسة وليس تسييس الرياضة. فلم يعد تدخل السياسيين في شؤون الرياضة أو خلط السياسة بالرياضة، أمراً ينظر إليه بسلبية، ذلك أن وضع سياسات هادفة إلى تنظيم الرياضة وتوفير السبل لتحقيق النتائج الجيّدة لا يلتقي بتاتا مع تسخير الرياضة لخدمة النظام السياسي من خلال بعض الرموز والإشارات التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للألعاب الأولمبية.
 
منصف اليازغي/ باحث في السياسة الرياضية