حرب تبرز فيها الأوضاع الخطيرة للطلبة المغاربة في أوكرانيا، إذ رغم نزوح حوالي 4 آلاف طالب مغربي إلى الحدود الدولية مع أوكرانيا،فإن هذا العدد لم يتعد الربع، تقول وفاء الضاوي، في حوار مصور مع ""أنفاس بريس"، مما يستوجب المزيد من بذل الجهود وتكثيف المساعي الأممية لفرض وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة، لضمان عبور آمن للمغاربة الذين يصل عددهم لقرابة 14 ألف مغربي بما فيهم الأسر المستقرة بشمل دائم.
وقالت وفاء الضاوي، أن ما جعل جزء كبيرا من المغاربة يتأخر عن الخروج من أوكرانيا قبيل الغزو الروسي، هو أن الصورة لم تكن واضحة ولم يكن أحد يتوقع أن تنشب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لذلك فمعظم الطلبة وأهاليهم لم يكونوا على علم بما ستأتي به الأيام المقبلة، كما أن الجامعات رفضت موضوع متابعة الدراسة عن بعد، كما رفضت تسليم الوثائق للطلاب الذين كانوا يريدون مغادرة الأراضي الأوكرانية، زيادة على أن بعض الطلاب اضطرتهم جامعاتهم أن يدفعوا قسط النصف الثاني من العام الدراسي. كما أن سعر التذكرة لم يكن في متناول جل الطلبة لأنه وصل إلى 15 ألف درهم، قبل أن يتقلص بعد نشوب الحرب إلى 750 درهم، رغم نفاذ التذاكر في الأيام الاولى، مما يستوجب تمديد هذا العرض إلى غاية إخراج آخر طالب مغربي كن بؤرة التوثر.
واعتبرت وفاء الضاوي الطلاب المغاربة في أوكرانيا أبطالا، أولا بحكم صغر سنهم، 17 سنة، وانعدام تجربتهم في ظروف الحروب بهذا الشكل، ونجحوا في اختبار بقائهم قيد الحياة، ودبروا أمور تنقلهم للحدود بشكل ناجح، وتخطوا كل الصعوبات لأيام وليالي، حيث تعد أقرب نقطة حدودية هي عن رومانيا، بحوالي 927 كيلومترا، في حين قطع بعضهم 1638 كيلومترا ليصل للحدود مع المجر، هذا في ظل القصف العسكري الروسي، وضعف شبكة المواصلات، بل وقلة ذات اليد، وعدم معرفة جغرافية المسارات الطرقية، بما تهددها من مخاطر وصعوبات..