من جهتها، أشارت المغربية، حنان بنسودة، في المؤتمر الذي عقدته "جامعة أوروبا بمدريد " قبل يومين، إلى أن الصور النمطية تقوم على جهل كبير بالآخر. مؤكدة أن "الإعلام لا يساعد في هذا الباب، بل الأدهى أن بعض الإعلاميين يتطوعون، في بعض الأحيان، لإعطاء صورة خاطئة عن المغرب".
وقالت المترجمة المغربية إن "المغربي يعرف الإسبانية"، غير أن "الإسباني لا يعرف المغربية". موضحة أنه بخلاف التوترات السياسية فإن "المغربي يحترم الإسباني ويعجب به، وعلى العكس من ذلك، فعندما يتحدث المغربي باللغة المغربية يكون هناك رفض وعدم ثقة" .
ومع ذلك، تقر بنسودة بأن "على المغربي أن يبذل جهدًا أكبر حتى يتجنب الإقامة الدائمة في دور الضحية الاجتماعية". مؤكدة على دور المجتمع المدني الحاسم في بناء الثقة، ذلك أن السياسيين لا يستطيعون بناء جسور أكثر من الشعوب.
ولتعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين، اقترحت المترجمة المغربية تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي. وقالت: "يجب ألا نخاف من الكلام والحوار بين الشعبين. الحوار آلية للمضي قدما، كما يجب علينا تعيد قراءة التاريخ، لأن هناك مشكلة في التاريخ بين البلدين. هناك شعور بالاستياء، وهو أساس سوء الفهم. علينا أن نجلس ونتحدث عما وحدنا وما فرّقنا".
أما خوان سالسيدو، الأستاذ والعميد السابق للجامعة الأوروبية بمدريد، فنبه، انطلاقا من تحليل السياسة الخارجية لإسبانيا مع جيرانها، إلى أن إسبانيا ليست مفاوضًا جيدا، وأنها لا تقيم الجسور، بل تكتفي برسم القليل جدًا في العلاقات الدولية.
ولتشجيع التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا والقضاء على الكراهية، اقترح سالسيدو أن يتم ذلك عبر قطاعات (التعليم والنقل والبنية التحتية والطاقة). ففي ما يتعلق بالتعليم، شدد العميد السابق على أهمية التعاون وإنشاء خطط عمل مع الجامعات والمؤسسات المغربية.
وقال سالسيدو: "يجب أن نعمل على قدم المساواة ، فهناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم تعليمنا الكثير"، مذكرا بأن "إسبانيا تعاني من نقص كبير في المعرفة بإفريقيا".
وذهب العميد السابق للجامعة الأوروبية بمدريد إلى أن البنية التحتية هي العقبة الرئيسية في المغرب، رغم القول إنه بوابة أفريقيا، إذ لا يمكن أن يكون كذلك، و ليس لديه بنية تحتية للنقل. ذلك أن الطرق السريعة، برغم السرعة الكبيرة التي ينمو بها المغرب، ما زالت في بداياتها. ولهذا السبب، يمكن أن يكون هذا هو القطب الثاني للتعاون مع المغرب، يقول المتحدث.