تعيش مناطق مختلفة من المغرب شحا كبيرا في التساقطات المطرية التي تقلصت بشكل ملحوظ أثرت بشكل سلبي على مردودية الزراعات البورية وكذا المناطق الرعوية التي كانت توفر الكلأ لملايين من رؤوس الأغنام والأبقار، وأصبح الترقب سيد الموقف علً السماء تجود بخيراتها وتمسح الأيام والشهور الكئيبة التي عاشها الكساب المغربي الذي كان يمني النفس بسنة فلاحية مغايرة لسابقتها، لكن قلة التساقطات واستمرار موجة الجفاف التي تضرب عدد من المناطق من المغرب جعلته يفقد الأمل في أن القادم من الأيام سيحمل بشائر خير تغنيه عن المعاناة اليومية التي يتكبدها أمام ارتفاع أسعار المواد العلفية التي وصلت مستويات قياسية مقارنة مع أسعار نفس المواد خلال السنة الماضية، زيادة على تدني أسعار بيع المواشي بالأسواق الأسبوعية والديون المتراكمة على عدد من الكسابة وخصوصا الصغار منهم والتي يصعب تسديدها على الأقل في الوقت الراهن.
فكساب اليوم يعيش بين مطرقة استمرار شبح الجفاف وسندان قلة الدعم العمومي وغياب برنامج إنقاذ مرحلي خاصة وأن كل المؤشرات توحي بسنة فلاحية بيضاء يصعب تداركها ونحن على بعد أيام من فصل الربيع وما يمثله من انتعاش للمراعي وانعكاساتها الإيجابية على قطيع الماشية، فالوضع هذه السنة مقلق للغاية وكان محط إحاطات لعدد من النواب البرلمانيين في مساءلة الحكومة حول التدابير الاستعجالية للتصدي لمخلفات سنوات الجفاف، وماذا أعدت من مشاريع لمواجهة نذرة التساقطات؟.
وفي خضم هذا القلق الذي خلفه الوضع الحالي يأتي التدخل الملكي السامي بتوجيه تعليماته السامية إلى رئيس الحكومة ووزيره في الفلاحة والصيد البحري بضرورة التدخل الاستعجالي الذي لا يحتمل التريث من أجل انقاد الموسم الفلاحي الحالي خاصة في ظل استمرار النقص في التساقطات وذلك عبر محاور ثلاث، يضم كل محور منها إجراءات ستساهم في التخفيف من الأثار السلبية التي خلفتها قلة التساقطات وتهم هذه المحاور:
1-حماية الرصيد الحيواني
2- التأمين الفلاحي
3-تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين
إجراءات ستبقى رهينة بمدى تطبيقها العاجل على أرض الواقع، فالوضعية مقلقة للغاية والمخاوف لدى الكسابة تزداد كل يوم واي خلل في تطبيق هذه الإجراءات سيزيد من معاناة الكسابة والفلاحة على حد سواء.