ولأن أسطري أسالت الكثير من المداد، وتلقيت العديد من الاتصالات والتصويبات من محبين لهذه المجموعة، منطلقة جميعها من الغيرة على المجموعة كمجموعة، ومن الظن بكوني من المؤلهين للأشخاص.
ولأنني خصصت أسطري المعدودة على رؤوس الأصابع، والتي لن تفي بأي حال من الأحوال لسرد سيرة رجل أعطى الكثير، فما بالك بمجموعة بصمت تاريخ الأغنية في جنوب المغرب وفي المغرب وشمال افريقيا والعالم أجمع، خصصتها لبضع من مؤهلات الرجل الفنية.
ولأنني لست معنيا، كما أشرت إلى ذلك في المقال المعنون ب " عبد الهادي إيكوت، قصة نجاح" بصراع الأحقية والأسبقية والشرعية...، ببساطة لأن الحكم يقتضي استحضار كل الدفوعات والأوراق وليس مجاراة العاطفة.
ولأن عددا من الأعمال، ألحانا وكلمات، موضوع صراع أزلي بين الكثير من الأسماء، وأسالت لعاب الكثيرين بعد انفتاح أبواب المكسب لدى المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة. مما جعل الكثيرين يدعي كل منهم نسبتها لنفسه.
ولأنني أعلم القليل من الكثير من الكواليس والخبايا والمسكوت عنه في المطبخ الداخلي لهذه المجموعة.
ولأنني لست معنيا مباشرا بكل ما يتعلق بالحياة الخاصة للأفراد المكونين لتلك المجموعة، وكل المجموعات والفعاليات الفنية التي تبدع بتشلحيت، وبما جرى ويجري في عالم فنانيها منذ عقود من صراعات ومشاحنات أدت ببعض الأعضاء الغاضبين لنشر الغسيل على الملأ، وأدت إلى تفريخ الأسماء والمجموعات.
ولأنني أركن دائما للصدق ديدني وللحقيقة أعز مطالبي.
أدعو كافة القراء والمتلقين لإعادة قراءة ما كتبت طلبا للحقيقة وتعميقا للفهم، والذي أسعى لتكريسه بقول ما يلي:
أن أسطري لم تنسب لشخص عبد الهادي إيكوت منجز إزنزارن لا لحنا ولا كلمات
أنني لست مؤهلا لنسبة أي من تفاصيل ومكونات منجز إزنزارن لأي من أعضائها أو للفترات تكونها وانقسامها، ببساطة لأنني لم أشهد ذلك
أن الشد والجدب والصراع حول الملكية الفكرية سواء للألحان أو للكلمات موضوع يستحق بحثا علميا رصينا وليس تجييش العواطف.
أن تلك الأسطر لم تتحدث إلا عن ملكات عبد الهادي الثلاث: العزف المتقن، السفر عبر المقامات والقدرة على المزاوجة بينها، والصوت الشجي
أنني تحاشيت لأسباب علمية أن أعتبر عبد الهادي أصلا ولا فرعا ولا منبعا لتازنزارت.
أنني أكن لكل أعضاء المجموعات التي أبدعت تازنزارت من لقدام ثم إزنزارن ثم إزنزارن عبد الهادي وإزنزارن الشامخ ثم إيكيدار ثم تودرت ثم تيتار ...وصولا إلى إيمازالن، وعموم الفنانين كل التقدير والاحترام، ولست مستعدا للانحشار محاميا لأحد أو ناطقا باسم أحد، أو نابشا في الحياة الخاصة لأحد، لأن ما يهمني في البدء والمنتهى هو المنجز.
أن الأمازيغية في شموليتها، بما فيها فنها وفي صلبه الشعر، محتاجة لكل أبنائها، وهي دعوة صريحة للجميع لشحذ أقلامهم والشروع اليوم قبل الغد، بل منذ اللحظة في التدوين، وعدم ارتكاب خطإ ارتكبه أجدادنا الذين لم يدونوا ثقافتهم، وقد اكتشفت خلال اليومين الماضيين أن أكادير وحدها تعج بالأقلام التي ليست بحاجة إلا إلى الجرأة وكتابة ما بجعبتها وما تختزنه الذاكرة الفردية والجماعية من كنوز.
أن أفراد مجموعة إزنزارن، وأغلب فناني تشلحيت والأمازيغية يحتاجون إلى التفاتات وليس التفاتة، إلى إعادة اعتبار مادي ومعنوي، ولن يتأتى ذلك وبعضهم ينهش لحم بعض، وبعضهم ينشر غسيل البعض، وبعضهم يهجو البعض.
أن مهمة الغيورين على تازنزارت خاصة وعلى الفن الأمازيغي عموما تتجاوز التعليق على الفايسبوك إلى العمل الحق، والعمل الحق يقتضي منا جميعا تأسيس إطارات ووضع أرضيات إنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط بحر لجي من التيارات التي تتهددنا هوية ولغة وثقافة وإنسية بالزوال.
ولكم واسع النظر