وهناك عامل آخر وراء التهجم على عاطفة الحب هو الكبت الجنسي الكبير الذي يعاني منه كثير من المواطنين بسبب التوتر ومنطق الرقابة الذي يسود العلاقات الاجتماعية، وهو كبت يؤدي إلى اعتماد الأفكار المتشددة لمنع الغير من التمتع بحرياته الشخصية، لأن نزعة التشدد والمحافظة مرتبطة في مجتمعنا بنزعة الوصاية على حياة الآخرين. وهذا كله يؤدي إلى نشر ثقافة العنف المضادة لمبادئ التسامح والعيش المشترك، ويجعل الحياة الاجتماعية جحيما بالنسبة للفرد المواطن، مما يجعل السعادة شيئا مفقودا لأنها تقوم أساسا على الحريات الفردية والحق في اختيار نمط الحياة الشخصية التي لا دخل للآخرين فيها. ولهذا نجد مجتمعات الحرية هي الأكثر سعادة وتسامحا وتعاونا أيضا، بينما نجد المجتمعات المغلقة والمتزمتة هي الأكثر شقاء وتوترا وافتقارا إلى الأخلاق النبيلة وإقبالا على الغش والكراهية والعنف.
إن الحب ليس جريمة ولا استفزازا ولا خدشا لمشاعر أحد، إنه من أنبل العواطف التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل، وإن الدعاية للحب أفضل من الدعاية للحرب والانتقام والكراهية.