شاءت الأقدار الإلهية أن يخطف الموت الشاب أيوبي أيوب رحمه الله، سليل مدينة امزورن إقليم الحسيمة في ظروف غامضة ، نجد رواية الشرطة البلجيكية تفيد بأن سبب الوفاة هو تناوله لجرعة زائدة من المخدرات، ورواية أسرة الفقيد الراحل، تنفي جملة وتفصيلا رواية الشرطة البلجيكية، وتؤكد على أن إبنها لا يتعاطى لأي نوع من المخدرات ولا يدخن، والقنصلية العامة للمملكة المغربية ببروكسل قامت بما يمليه عليها الواجب إزاء كل المواطنين المغاربة، حيث قامت بمراسلة السيد وكيل الملك بالدائرة القضائية هال - فيلفورد، لتطلب منه موافاتها بأسباب و حيثيات ظروف وفاة الفقيد رحمه الله.
ما أثار إنتباهي وتأسفت له كثيرا، هو القراءة الخاطئة والتعسفية وغير العادلة وغير المنصفة أيضا، التي قامت بها بعض الجهات التي تعودت على الركوب والمتاجرة في مآسي المواطنين، والتي تتحيَّن دائماً مثل هاته الفواجع من أجل الخروج إلى الوجود كحالة بعض التنظيمات التي بح صوتها بـ"المطالب الديموقراطية"... بينما هي واحدة من التنظيمات التي لا تؤمن بالديموقراطية، وأصبحت عاجزة عن إنتاج الفكر المنيّر لطريق النضال، وبالتالي صارت تتعلق بأي حبل تجده مرمياً على الطريق.
هؤلاء العناصر الذين يريدون إستغلال قضية الفقيد أيوبي أيوب رحمه الله ، إستغلالاً بشعاً، هم من المنتمين لبقايا اليسار الراديكالي، وبعض التنظيمات الأخرى الحائزة على الرتبة الأولى في الإستغلال المغرض والوسخ لمثل هاته الأحداث المؤلمة، وجمعية حقوقية أتذكر موقفها الخائن والجبان سنة 2010، حينما تضامنت مع من قاموا بقتل 11 شخصاً من خيرة أبناء الشعب المغربي العاملين في قوات حفظ الأمن والدرك الملكي، كانوا غير مسلحين خلال عملية تفكيك مخيم "اگديم إزيك" بحاضرة الصحراء المغربية مدينة العيون، حيث تم التبول على جثثهم بعد قتلهم والتمثيل بها...
في حادثة الفقيد الشاب اليافع أيوبي أيوب، كان من الأجدر على هاته التنظيمات التي تعوّدت على السباحة في المياه العكرة، أن تتجرد من كل خلفية سياسوية فارغة، على اعتبار أن الأمر يتعلق بفاجعة تتطلب تعاملاً نفسانياً وإنسانياً قبل أي شيء آخر، حيث كنّا نعتقد أن زمن الركوب على الأحداث ومآسي الناس قد ولّى وانتهى، وأنه لم يعد من المقبول أن تكون هذه الفواجع موضوعاً للمزايدات أو فرض الإملاءات والمواقف الغامضة والتستر وراء الحق وهي تريد الباطل...
هاته التنظيمات والجمعيات السالفة الذكر، والتي تقوم بلعب أدوار خبيثة في محاولة لزعزعة أمن واستقرار المغرب في جميع المحافل الوطنية والإقليمية والدولية، وذلك بتنسيق محكم مع بعض المؤسسات "الحقوقية" الدولية وفي مقدمتها "أمنيستي" و"هيومان رايتس" و"كينيدي" و"فريدم هاوس"، تشترك كلها في هدف واحد ، هو محاولة ضرب المؤسسة الملكية ، وذلك على اعتبار أن قوة المؤسسة الملكية، تكمن في كونها تحظى بتوافق كل المغاربة المتعلقين بملكهم، الذي ما فتئ يضرب بيد من حديد على كل مظاهر الفساد، وخصوصا منها الإداري الذي ينخر العديد من المرافق والإدارات، والتي لم يستوعب بعض المسؤولين منهم ، الرسائل الملكية الواضحة والمشفرة التي بعثها جلالته لهم مرارا وتكرارا.
ما أريد أن أنبه إليه إخواننا المغاربة، سواء المقيمين ببلدنا الأم المغرب، أو جاليتنا المقيمة بالمهجر، هو ضرورة توخي الحذر الشديد من الجهات السالفة الذكر، والتي عبرت في أكثر من مرة عن إخلاصها لنهجها المعادي للمؤسسات الدستورية والإساءة المجانية لها، ولكل ثوابتنا الوطنية التي سنظل ندافع عنها مهما كلف لنا ذلك من ثمن وتضحيات.. وهاته الجهات تسعى حثيثاً لإيقاظ الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها، إذ تريد الزّج بشبابنا وببلدنا في متاهات يعلم الله وحده مآلاتها المجهولة.
أخيراً، قد يكون هناك من يخالفني الرأي وليس في ذلك أدنى مشكلة ، بَيْد أن المهم هو أن يكون الجميع مستعداً لقبول الرأي الآخر ، وعدم السماح لأنفسنا بإلقاء الكلام جزافا..
تغمد الله الفقيد أيوبي أيوب بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد الشرادي/ فاعل جمعوي وإعلامي ببروكسيل