عبد الإله الجوهري: عودة السينما المغربية من مهرجان القاهرة بخفي حنين.. أين الخلل؟!

عبد الإله الجوهري: عودة السينما المغربية من مهرجان القاهرة بخفي حنين.. أين الخلل؟! عبد الإله الجوهري

مشاركة السينما المغربية بمهرجان القاهرة السينمائي، خلال دورة 2021، كانت جد محترمة، بأفلام لمخرجين متميزين، إلا أن النتيجة كانت مخيبة للآمال والأحلام المغربية، صفر جائزة، ومرور كمرور الكرام، لا مقالات ولا كتابات ولا تنويهات ولا حتى التفاتة تعطي للفيلم المغربي حقه وتعترف بأفضليته، اللهم حوار يتيم عن بعد، أجراه الصحفي المصري محمد عمران مع حكيم بلعباس مخرج  فيلم "لو كان يطيحو الحيوط"، وبعض الخربشات الصحفية والفيسبوكية التي لا تغني ولا تسمن من جوع إلا جوع "نحن هنا".

 

سبب ذلك، يعود في اعتقادي للتراجع الخطير، الذي تعرفه ساحتنا السينمائية، بدءا من الفراغ الإداري في المركز السينمائي المغربي، بعد رحيل المدير السابق الفاسي الفهري، وما خلف وراءه من زوابع وتوابع، حول سوء تصرفه وتسييره وتدبيره لمؤسسة أضحت ساحة للمزايدات والمضاربات، وما تبع ذلك من قيل وقال وخوض في الأعراض، ونشر الأكاذيب والترهات دون سند اللهم سند الشائعات والأخبار العامة العائمة، وخروج الكثير من الرابضين عند ناصية الطريق السوليمائي، وركوبهم على الموجة، وممارستهم لفعل الجذبة، وضرب رؤوسهم بسواطير الغيرة على المال العام الذي كان مشاعا بينهم ذات زمن ميت، قطط سمينة لم يكن أغلبها يستطيع أن يتفوه بنصف كلمة حول الوضع الفني بالبلد من قبل إلا بتعاليم من وراء الكواليس، بل ومنهم من عرف واشتهر بأكله مال اليتامى  وعدم أداء أجور التقنيين والفنيين الذين اشتغلوا معهم في مناسبات عديدة...

 

إضافة لهذا، هناك سبب آخر، يتمثل في تراجع الحضور التمثيلي المغربي الحقيقي، لحساب بعض المرايقية الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها يمثلون سينمانا الوطنية دون وجه حق، اللهم حق امتلاك مهرجان أو نشاط، أو لأنه يرتبط بصداقة خاصة مع جهة أو جهات يهمها أن تكون هي الأخرى مستدعية للمهرجانات على أرض المغرب. جهات لم تعد تنظر بعين الرضا لتطور السينما المغربية، وبالتالي لابد من تقزيمها وتقديم وجهها السيء، بدعوة من لا يفرق بين السينما والسوليما للمرافعة والمداخلة، والاستجمام والاستحمام رفقة بعض أفراد العائلة.

 

سينمانا اليوم بحاجة إلى انتفاضة حقيقية، تمنحها بعضا من النجاعة الإدارية أولا، والمصداقية التمثيلية الفنية ثانيا، من أجل نفض الغبار الذي أضحى يغطي واقعها، نتيجة تراكمات عديدة ناتجة عن الصراعات الفجة، وسياسات الضرب من تحت الحزام، وارتماء من قطر بهم السقف، في لجة الإفتاء والنصيحة، وتقديم النفس بمظهر الحكمة والرزانة، والبحث عن مخرج لواقع السينما الموغربية، مخرج سيحولونه بقدرة قادر لمدخل يمرون منه لتحقيق مآربهم الفانية.

 

هناك بعض العفن في دنيا التسيير، والكثير من الجهل في دنيا التخطيط، والكثير الكثير من مرتزقة الصورة والجلوس عند حافة المائدة ووضع العصا في "الرويضة"، والتقليل من أهمية من يشتغل والبحث له عن منفذ لتهديم طموحاته.

 

واقع نتمنى أن يتغير بتغير الوضع الجديد، ومجيء وزير شاب بتصورات تبدو لحد الساعة جد محترمة، تصورات نتمنى أن تتحقق على أرض الواقع، لنفض الغبار، وقلب الصفحة، والانطلاق انطلاقة جديدة بتصورات وأحلام حقيقية، يترجمها أناس حقيقيون لهم حب الوطن أولا، وحب السينما ثانيا، وحب كل من يشتغل من أجل عزة البلد ثلاث ورابعا..

 

عبد الإله الجوهري، ناقد ومخرج سينمائي