قالت لي أمي، حين أخبرتها باحتمال إعادة الحجر الصحي، لإصرار آفة كورونا على التحوير: "واقيلا أولدي هدا هو الفَنَا"، ابتسمت قصد طمأنة الوالدة، قلت لها لتبسيط المسألة، الأمر يشبه قليلا ما عرفه جيلكم من جائحة "الكوليرا"، تنهدت، وقالت: واييه أولدي، كان الطايح اكتر من الواقف"، عاودو لينا عليها العارفين...
انزويت في شرفتي، تأملت قول أمي، قلت في نفسي: أهي ساعتنا الأخيرة؟، أيحتمل أن نستفيق بعد حين على ما جاء في الذكر الحكيم "يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة..."؟ ، سورة النازعات الآية رقم 6... لكن، ذاك أمر محفوظ، وهدا أمر في يد البشر مركون...
رجعت لنفسي احتسبت تمثلاتي، لكلا الحالتين قلت:
يا عجوز، لا تذهب بك الظنون في كل حدب وصوب، العلم في تطور مستمر، وهو في صالح البشر، صاحت أناي المتمردة، حين تكون الأبحاث العلمية/ البيولوجية موجٌهة، بأيدي خفية، فانتظر الساعة...
خلتني أقول لأناي، اللهم لطفك يارب، وأضفت، حين تتحكم المصالح الربحية/ المادية، يحتمل خروج المسائل البحثية عن السيطرة... ويترك الباب مواربا لمن أراد الفرار الفردي أو الجماعي، من الفيروسات المركونة في المختبرات...
على حين غرة، شعرت بألم يسري عبر كتفي الأيمن، هو ألم شبيه بألم المفاصل، بدأ يزور بين الفينة والأخرى أعضاء من جسدي، شعرت به منذ تلقي ما يسمى "الجرعة الثالثة"، على فكرة مر شهر على ترحيبي بالجرعة الثالثة، وما زالت الرسائل الطالبة للأمر ترد على علبة هاتفي لم أفهم الأمر، فتساءلت أناي عن عملية ضبط اللوائح من طرف "السيستام" ومن طرف القيمين على الشأن الصحي وضبط الملقحين من غير الملقحين .
تساءلت في قرارة نفسي، عن حدود المسؤولية في عملية التلقيح، وافتراض عملية التتبع من طرف الجهات الصحية المسؤولة ، للحالات الملقحة لثلاث مرات، قصد إجراء التحاليل الممكنة لإدراك نسب النجاح في الرفع من مناعة الملقحين، أو إبقائها في حدود المعقول فما وجدت جوابا، لانعدام أي اخبار أو تتبع للحالات الحرجة...
استشرت عصافيري لعلي أجد الخبر اليقين، كما جاء به هدهد سليمان العظيم، خلت عصافيري تقول: عمو، عمو، ابتعد عن قاعدة البيانات الرسمية في شأن كوفيد 19، وابحث في قاعدة بيانات البيولوجيا لعلها تسعف فضولك في سبر أغوار كورونا.
استهواني منطق الطير في تقديم دروس الدعم لنا نحن البشر... ألم يكن الغراب أول مستلهم لقابيل، ذات اصطدام مع أخيه.
رجعت لقول أمي، فقلب الأم لا يزيح عن جادة الصواب، استحضرت جملة "ساعتنا الأخيرة" تذكرت معلومة تقاسمها معي أخي الصغير/ الكبير، فوجدت بأنها كتاب قيم، في مجال التقدم البحثي البيولوجي...
أتقاسم معكم الصفحة 825 المناسبة من الكتاب "ساعتنا الأخيرة" للكاتب "مارتن ريز"، محاولا أن أسبح بين الصفحات الأخرى، لعلي أعرف النزر القليل مما يحاك ويخلط هنا وهناك وراء البحار.
قراءتكن وقراءتكم ممتعة.